الرسول محمد عليه الصلاة والسلام اصطفى الله سبحانه نبيه محمد عليه الصلاة والسلام لحمل رسالة الإسلام الخاتمة إلى الناس أجمعين، فقد توافرت في شخصه عليه الصلاة والسلام جميع الأخلاق الحسنة، والفضائل الحميدة التي كان مثالاً ونموذجاً في ترجمتها واقعاً عملياً في حياته ودعوته، ومن بين تلك الصفات والفضائل الكثيرة أنه كان رحيماً بالخلق، يفيض قلبه بالخشية، وتتأثر جوارحه بالمواقف المؤثرة في الحياة فتتساقط العبرات على وجنتيه في كل موقفٍ إنساني يستدعي ذلك، وفي هذا المقال سنذكر بعض هذه المواقف.
مواقف أبكت الرسول عليه الصلاة والسلام - موقف فقدان القريب والعزيز: فقد بكى النبي عليه الصلاة والسلام في لحظات فقدان الأحبة، حيث بكى حينما فقد ابنه إبراهيم وهو يقول (تدمعُ العينُ ويحزَنُ القلبُ ولا نقولُ إلَّا ما يُرضي ربَّنا واللَّهِ يا إبراهيمُ إنَّا بِكَ لمَحزونونَ) [صحيح مسلم]، كما بكى عليه الصلاة والسلام حينما وقف على قبر أمه حتّى بل الثرى وأبكى من حوله، وبكى كذلك يوم فقد ابنتيه رقية وأم كلثوم، وعندما فقد زوجته خديجة رضي الله عنها، ويوم فقد ابن عمه جعفر ابن أبي طالب رضي الله عنه الذي استشهد يوم مؤتة.
- مشهد القبور وحال الإنسان بعد الموت: فقد روى البراء بن عازب رضي الله عنه أن النبي عليه الصلاة والسلام مشى يوماً في جنازة وعندما دفن صاحبها وقف على شفير قبره يبكي وهو يعظ أصحابه قائلاً: (يا إِخواني لمثلِ هذا فأعِدُّوا) [حسن] .
- عند القيام بين يدي الله تعالى: فقد كان نبي الله عليه الصلاة والسلام يقوم الليل حتّى تتفطر قدماه، ويبكي بكاءً شديداً حتّى يسمع بعض الصحابة لصدره أزيزاً كأزيز المرجل من البكاء.
- الخشية على أمته: فقد بكى النبي عليه الصلاة والسلام رحمةً وشفقةً على أمته مردداً اللهم أمتي، اللهم أمتي، حينما تليت عليه الآية الكريمة: (إِن تُعَذِّبْهُمْ فَإِنَّهُمْ عِبَادُكَ ۖ وَإِن تَغْفِرْ لَهُمْ فَإِنَّكَ أَنتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ) [المائدة: 118].
- عند سماع آيات القرآن الكريم: فقد بكى نبي الله عليه الصلاة والسلام حينما تلا عليه عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قوله تعالى: (فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِن كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنَا بِكَ عَلَىٰ هَٰؤُلَاءِ شَهِيدًا) [النساء: 41]، حيث طلب النبي من ابن مسعود أن يتوقف عن قراءته حيث فاضت عبراته على وجنتيه الطاهرتين وجلاً وخشية.
- عند الدعاء وطلب النصر: فقد بكى عليه الصلاة والسلام يوم بدرٍ حينما كان الصحابة رضوان الله عليهم ينامون ويبقى وحده يصلي تحت شجرة وهو يدعو ربه ويبكي.