الزلازل أو الهزات الأرضية، من أفظع الظواهر الطبيعّية المُفاجئة، والتي تحدث دون سابق إنذار، ويعود تفسيرها العلمي إلى كونها سلسلةً من الاهتزازات الارتجاجيّة للأرض والتي تنتج عن حركة الصفائح الصخريّة، وغالباً ما تنشط الزلازل عند حدود الصفائح الصخرية، كما قد تنشأ كنتيجة لأنشطة البراكين ولانزلاقات الصخور في طبقات الأرض.
طوّر العلماء ما يُعرف باسم جهاز رصد الزلازل لدراسة أسبابه، ودرجات حدته، وقراءة شدته وآثاره، وهو السيسموغراف وهو مُستخدم في تسجيل الموجات الزلزالية، حيث إنّه وخلال الزلزال تجعل الذبذبات الزلزاليّة إطار جهاز السيسموغراف يهتز أو يتموّج بنفس شكل الموجات الزلزاليّة المؤثّرة عليه.
مبدأ عمل السيسموغرافنشأت فكرة عمل السيسموغراف على يد العالم الأمريكي (Richter) عام 1953م، حيث ثبّت قلماً بطرف الكتلة يتحرّك مع حركتها، وعند الطرف الآخر للمؤشّر أو القلم وضع أسطوانةً عليها ورقة، حيث تدور الأسطوانة بسرعةٍ متناسقةٍ مع حركة القلم، وعند بدء تحرّك الكتلة التي تُحاكي الحركة الناجمة عن الزلزال يرسم المؤشّر خطاً مُتعرّجاً ممثلاً لحركة الأرض.
مع التطوّر التقني استُحدث ما يُسمّى بالسيسموغراف الرقمي حيث يُظهر أشكال الموجات الزلزالية على شاشة رقمية بدلاً من أسطوانة الورق، في الوقت الذي يبقى فيه القلم مثبّتاً على الورقة المثبّتة على الأسطوانة التي تدور حول نفسها ببطء، وينتج عن ذلك رسم بياني يُعطي شكل موجات الزلزال وشدّتها، ثم يقوم مسجل الزلازل بتسجيل الزلزال وتحويل الهزات الأرضية إلى إشارات كهربائية، حيث تُحلّل من طرف الحاسوب.
مقياس ريختريعتبرهذا المقياسُ معياراً عالمياً تنسب إليه جميع القراءات الزلزالية، وهو مقياس لوغاريتمي يأخذ أرقاماً من 1 إلى 9، وتكون شدّة الزلزال وفقاً لقيمته كما يأتي:
قد تؤدّي الزلازل العنيفة إلى ابتلاع بعض المدن، ودفنها تحت الأرض، كما تؤدّي إلى تشقّق الأرض، ونضوب الينابيع، وأحياناً إلى ظهورها، كما قد تُحدث تغييراً على شكل القشرة الأرضية ما بين إحداث ارتفاعات وانخفاضات فيها، أمّا في الزلازل الساحلية فإنّها تؤدي إلى حدوث أمواجٍ عاليةٍ تحت سطح البحر وهي المُسمّاة بتسونامي، فضلاً عن آثارها المُدمّرة للبنية التحتيّة، وشبكات الري، وطرق المواصلات والمنشآت.
المقالات المتعلقة بما اسم جهاز رصد الزلازل