ما أهمية ليلة النصف من شعبان

ما أهمية ليلة النصف من شعبان

محتويات
  • ١ شهر شعبان
  • ٢ سبب تسمية شعبان بهذا الاسم
  • ٣ فضل ليلة النّصف من شعبان
    • ٣.١ الأحاديث التي يُؤخَذ بها في فضل ليلة النّصف من شعبان
    • ٣.٢ الأحاديث التي لا تصحُّ في فضل قيام ليلة النِّصف من شعبان
  • ٤ حُكْم قيام ليلة النّصف من شعبان
  • ٥ المراجع
شهر شعبان

يعتقد كثيرٌ من المسلمين أنَّ لشهر شعبان ميزةً خاصّةً وعباداتٍ منفردةً عن باقي الشهور، فيقومون ليله ويصومون نهاره؛ وذلك تقرُّباً لله سبحانه وتعالى، وإدراكاً لفضل العبادة في هذا الشّهر حسبَ الاعتقاد السّائد لديهم، وقد جرى جدلٌ كبيرٌ بين الناس عموماً في مسألة أفضليّة شهر شعبان وتخصيصه بالصّيام أو القيام، فما مدى صِحّة ما يُنقَل عن أفضليّة صيام شعبان أو قيامه عموماً، وهل لليلة النّصف من شهر شعبان مزيّةٌ خاصّةٌ في القيام أو الاحتفال أو غيرها؟ ذلك ما ستبحثه هذه المقالة.

سبب تسمية شعبان بهذا الاسم

قيل: إنّ شهر شعبان قد سُمِّي بهذا الاسم؛ لأنّه صادف تشعُّب العرب في البلدان وقتَ تسميته؛ للبحث عن الماء لرعيهم وإقامتهم، وقيل: بل سُمِّي شعبان لأنَّهم -أي العرب- كانوا ينتشرون فيه لطلب القتال بعد أن امتنعوا عنه في الأشهُر الحُرُم وتحديداً في شهر رجب الذي يسبقه.[١][٢]

فضل ليلة النّصف من شعبان

لليلة النّصف من شعبان أهميّة تفوق بها باقي ليالي الشّهر، بل حتّى تفوق أهميّتها العديد من ليالي الأشهُر الأخرى، حتّى إنَّ بعض العلماء قد جعل لها من الأهميّة ما يوازي ليلة القدر،[٣] وقد ورد في فضلها وأهميّتها العديد من الأحاديث النبويّة التي تُشير إلى استِحباب قيام ليلها وصيام نهارها، والمداومة فيها على الأوراد، والأذكار، وقراءة القرآن، والقيام بالأعمال الحسنة، مثل: الصّدقة، والأمر بالمعروف، والنّهي عن المُنكَر، وغير ذلك من الأمور.[٤]

وقد وردت بعض الأحاديث في فضل تلك الليلة تُثبِت أنّ لها فضلاً عن سائر الليالي، بل إنَّ بعض العلماء جعلوا لليلة النّصف من شعبان أفضليَّةً عاليةً، فقال بعضهم: إنّ قول الله تعالى: (إِنَّا أَنزلْنَاهُ فِي لَيْلَةٍ مُبَارَكَةٍ إِنَّا كُنَّا مُنْذِرِينَ* فِيهَا يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ)،[٥] كان يُقصَد به ليلة النّصف من شعبان، لا ليلة القدر، ففي ليلة النّصف من شعبان يُقدِّر الله -سبحانه وتعالى- جميع ما سيحصل للعباد في السّنة اللاحقة من أرزاق أو مصائب، ثمّ يُقدّم الله ما يشاء، ويؤخّر ما يشاء بأمره عزَّ وجلّ.[٣]

الأحاديث التي يُؤخَذ بها في فضل ليلة النّصف من شعبان

من الأحاديث التي ذكرت فضل ليلة النّصف من شعبان بسندٍ يصحُّ الاحتجاج به ما يأتي:

  • ما رُوِي عن معاذ بن جبل رضي الله عنه: (يطَّلِعُ اللهُ إلى جميعِ خلقِه ليلةَ النِّصفِ من شعبانَ، فيَغفِرُ لجميع خلْقِه إلا لمشركٍ، أو مُشاحِنٍ).[٦]
  • ما رُوِي عن عائشة -رضي الله عنها- قالت: (قام رسولُ اللهِ -صلَّى اللهُ عليه وسلَّم- من اللَّيلِ يُصلِّي، فأطال السُّجودَ حتَّى ظننتُ أنَّه قد قُبِض، فلمَّا رأيتُ ذلك قُمتُ حتَّى حرَّكتُ إبهامَه فتحرَّك فرجعتُ، فلمَّا رفع إليَّ رأسَه من السُّجودِ وفرغ من صلاتِه، قال: يا عائشةُ -أو يا حُميراءُ- أظننتِ أنَّ النَّبيَّ قد خاس بك؟ قلتُ: لا واللهِ، يا رسولَ اللهِ، ولكنَّني ظننتُ أنَّك قُبِضْتَ لطولِ سجودِك، فقال: أتدرين أيُّ ليلةٍ هذه؟ قلتُ: اللهُ ورسولُه أعلمُ، قال: هذه ليلةُ النِّصفِ من شعبانَ، إنَّ اللهَ -عزَّ وجلَّ- يطَّلِعُ على عبادِه في ليلةِ النِّصفِ من شعبانَ، فيغفِرُ للمُستغفِرين، ويرحمُ المُسترحِمين، ويؤخِّرُ أهلَ الحقدِ كما هُم).[٧]

الأحاديث التي لا تصحُّ في فضل قيام ليلة النِّصف من شعبان

ورد عن النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- العديد من الأحاديث في فضل قيام ليلة النّصف من شعبان وصيامها، إلا أنَّ معظم هذه الأحاديث مشكوكٌ في نسبتها للنبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- ولهذا فإنّ العمل بها غير جائزٍ؛ لأنّها أحاديث ضعيفة لا يُحتَجُّ بها، إلا أنَّ ذلك لا يعني حُرمَة قيام تلك الليلة لعدم ثبوت نصٍّ فيها، ومثل هذه الأحاديث لا يصحّ الأخذ بها ولا العمل بها، ولا الاحتجاج والاستناد عليها بأفضليّة ليلة النّصف من شعبان، ومنها:

  • ما رواه كردوس بن عمرو، قال: (مَن أحيا ليلتَيِ العيدِ وليلةَ النِّصفِ من شعبانَ، لم يَمُت قلبُهُ يومَ تموتُ فيهِ القلوبُ).[٨]
  • ما رُوِي عن عليٍّ بن أبي طالب -رضي الله عنه- قال: (إذا كان ليلةُ نِصفِ شعبانَ، فقوموا ليلَها وصوموا نهارَها، فإنَّ اللَّهَ تعالى ينزلُ فيها لغروبِ الشَّمسِ إلى سماءِ الدُّنيا، فيقولُ: ألا مستغفِرٌ لي فأغفرَ لهُ، ألا مسترزِقٌ فأرزقَهُ، ألا مبتلىً فأعافيَهُ، ألا كذا، ألا كذا؟ حتَّى يطلُعَ الفجرُ).[٩]
  • ما رُوِي عن أبي أمامة الباهليّ، قال: (خمسُ ليالٍ لا تُرَدُّ فيهُنَّ الدّعوةُ : أوّلُ ليلةٍ من رجبٍ، وليلةُ النِّصفِ من شعبانَ، وليلةُ الجمعةِ، وليلةُ الفطرِ، وليلةُ النَّحرِ).[١٠]
  • ما رُوِي عن عائشة أمّ المؤمنين -رضي الله عنها- قالت: (إذا كان ليلةُ النصفِ من شعبانَ، يغفرُ اللهُ منَ الذنوبِ أكثرَ منْ عددِ شعرِ غنمِ كَلْبٍ).[١١]

حُكْم قيام ليلة النّصف من شعبان

تباينت أقوال العلماء في حكم قيام ليلة النّصف من شعبان وصيامها، ويُعزى هذا التّباين إلى اختلافهم في فهم النّصوص الواردة بخصوصها ودرجة الأخذ بها، وفيما يأتي بيان أقوال العلماء في صيام ليلة النّصف من شعبان وقيامها:[١٢][١٣]

  • استحبّ جمهور الفقهاء قيام ليلة النّصف من شعبان؛ لما فيها من تعرُّض المؤمن لرحمة الله -سبحانه وتعالى- ومغفرته، وقد نُقِل عن الإمام ابن تيمية أنّ جماعاتٍ من السلف كانوا يقومون هذه الليلة.
  • كرِه علماء المالكيّة والحنفيّة الاجتماع لقيام ليلة النّصف من شعبان في المسجد أو غيره، واعتبروا ذلك من البِدَع التي لم تأتِ بها الشّريعة؛ لما فيه من إحداث بعض المسلمين صلاةً مخصوصةً فيها تُسمّى صلاة الرّغائب، وإلى هذا القول ذهب الإمام الأوزاعيّ، وعطاء بن أبي رباح، وابن أبي مليكة، يقول الإمام النوويّ في ذلك: (الصّلاة المعروفة بصلاة الرّغائب، وهي ثنتا عشرة ركعةً، تُصلّى بين المغرب والعشاء ليلة أوّل جمعة في رجب، وصلاة ليلة نصف شعبان مائة ركعة، وهاتان الصّلاتان بدعتان ومُنكَران قبيحان، ولا يُغتَرّ بذكرهما في كتاب قوت القلوب، وإحياء علوم الدّين، ولا بالحديث المذكور فيهما، فإنّ كلّ ذلك باطل).

والحاصل في ذلك أنَّ مجرَّد القيام في هذه الليلة جائزٌ لا بأس به، مع الذّكر المُباح والصلاة المعلومة كيفيّتها للناس جميعهم، أمّا الاجتماع لقيام هذه الليلة وتخصيصها بصلاةٍ منفردةٍ في عدد الرّكعات، والهيئة، والأذكار المحتوية عليها فذلك غير جائزٍ؛ لعدم صحّته أو وروده عن النبيّ صلّى الله عليه وسلّم، ولأنّ الأصل في العبادات الحَظر؛ أي المَنع.

المراجع
  • ↑ صلاح الدين أرقه دان (7-11-2013)، "معاني أسماء الأشهر العربية"، موقع أ.د فتحي جروان، اطّلع عليه بتاريخ 6-4-2017. بتصرّف.
  • ↑ "سبب تسمية شهر شعبان"، جزايرس، 25-7-2010، اطّلع عليه بتاريخ 17-5-2017. بتصرّف.
  • ^ أ ب محمد بن جرير بن يزيد بن كثير بن غالب الآملي، أبو جعفر الطبري (2000)، جامع البيان في تأويل القرآن (الطبعة الأولى)، بيروت: مؤسسة الرّسالة، صفحة: 10، جزء: 22. بتصرّف.
  • ↑ "أهمية ليلة النصف من شعبان"، البوابة، 10-5-2017، اطّلع عليه بتاريخ 15-5-2017. بتصرّف.
  • ↑ سورة الدّخان، آية: 3-4.
  • ↑ رواه الألباني، في صحيح الترغيب، عن معاذ بن جبل، الصفحة أو الرقم: 2767، حسن صحيح.
  • ↑ رواه البيهقي، في شعب الإيمان، عن عائشة أمّ المؤمنين رضي الله عنها، الصفحة أو الرقم: 3/140/5، مرسلٌ جيّد.
  • ↑ رواه ابن الجوزي، في العلل المُتناهية، عن كردوس بن عمرو، الصفحة أو الرقم: 2/562، لا يصح.
  • ↑ رواه ابن رجب، في لطائف المعارف، عن عليّ بن أبي طالب، الصفحة أو الرقم: 261، إسناده ضعيف.
  • ↑ رواه الألباني، في السّلسلة الضعيفة، عن أبي أمامة الباهلي، الصفحة أو الرقم: 1452، حديث موضوع.
  • ↑ رواه الألباني، في ضعيف الجامع، عن عائشة بنت أبي بكر، الصفحة أو الرقم: 654، رُوِي من عدّة طُرُقٍ أقواها لا يؤخذ به.
  • ↑ "ليلة النصف من شعبان وما ورد فيها"، إسلام ويب، 29-10-2000، اطّلع عليه بتاريخ 10-5-2017. بتصرّف.
  • ↑ مجموعة من الفقهاء (1427هـ)، الموسوعة الفقهية الكويتية (الطبعة الثانية)، الكويت: دار السّلاسل، صفحة: 235، جزء: 2.
  • المقالات المتعلقة بما أهمية ليلة النصف من شعبان