عرف النّاس ومنذ القدم الكتاب، فالكتاب مشتقّ من الكتابة، فيقال كتب فلانٌ كتاباً إلى فلان، أو ألّف فلانٌ كتاباً، فالكتاب هو الشّيء الذي يدوّن النّاس عليه ما يشاؤون من الكلام والعبارات، وقد عرف الفراعنة الكتاب حيث كانوا يدوّنون الكلام على ورق البردى، وكذلك فعلت بقيّة الحضارات، فما هي أهميّة الكتاب ؟ يعتبر الكتاب وسيلةٌ لا غنى عنها في تدوين تاريخ الأمم والشعب وثقافاتهم، فالأمم تتعاقب، فإذا مضت أمّة أعقبتها أمّة، وبالتّالي تأتي الحاجة إلى تدوين أخبار من سبق، لأنّها إذا لم تدوّن ذهبت مع الزّمان، فتندثر لذلك أخبار من سبق من الأمم والحضارات، فالكتاب هو الحافظ لثقافات الشّعوب وتاريخها، وهو السّفر الذي تخطّ عليه تجارب تلك الأمم وما مرّت به من أحداث، وما حصل من معارك وغير ذلك، وقد عني كثيرٌ من العلماء في تدوين تاريخ الأمم والملوك في كتب، فبرز في ذلك الإمام الطبري والإمام ابن كثير وغيرهم، وقد كان فضلهم كبيراً في نقل التّاريخ بما سطّروه من كتبٍ قيّمة.
كما يعتبر الكتاب وسيلةً للعلم والتّعلم لا غنى عنها، فنحن حين نريد التّعلم نقبل على الكتب التي تحتوي على أنواع العلوم المختلفة، فتجد طلّاب العلم وفي كلّ سنةٍ يقتنون الكتب التي تمكّنهم من القراءة والتّعلم، كما أنّ الكتاب هو وسيلةٌ لزيادة ثقافة الإنسان حيث يطّلع على كلّ ما استجد من علوم في مجالاتٍ عدّة، كما يتعرّف على ثقافات الشّعوب وحضارات الأمم، وهناك من الكتب ما تختزل تجارب الحكماء والعلماء وتضيف إلى عقل الإنسان مخزوناً فكريّاً وثقافيّاً باستمرار.
كما أنّ الكتاب هو وسيلةٌ للمتعة والمآنسة والتّخلص من الملل، وكما قيل فإنّ الكتاب هو خير جليسٍ فعلاً، فينصح الإنسان الذي يشعر بالملل في أوقاتٍ معينةٍ من حياته أن يمسك كتاباً يؤنسه ويذهب عنه وحشة الزّمان، ومن الكتب المشوّقة من تأخذك إلى عوالم أخرى وأنت جالس في مكانك لا تبرحه لما تحتويه من قصصٍ مشوّقةٍ أو وصفٍ للبلدان والنّاس.
وكذلك من فوائد الكتاب أنّه يعدّ مرجعاً دائماً لمن أراد الرّجوع إليه للتّحقق من معلومةٍ معيّنة، أو توثيق مراجع يحتاجها في أبحاثه ومؤلّفاته، وبالتّالي فإنه لا غنى عن الكتاب للعالم والمتعلّم، وأخيراً يكون تبادل الكتب وإهداؤها بين الدّول وسيلةً لتحقيق التّبادل الثّقافي والمعرفي بينهما، فيتعرّف كلّ شعبٍ من الشّعوب على ثقافة الآخر بوسيلةٍ سهلةٍ تقرّب المسافات مهما بعدت.
المقالات المتعلقة بما أهمية الكتاب