ما أهمية الصداقة

ما أهمية الصداقة

أهميَّة الصداقة

تُعتبر الصداقة من أهم مظاهر التعامل البشري، فهي تعكس طبيعة الفهم الحضاري للعلاقات الإنسانيّة، فالطباع مجبولة على التواصل والتوائم مع ما يشبهها، والصداقة المبنيّة على أسس سليمة هي المعبّرة عن هذا النوع من التواصل، وحتى تحقق الصداقة مقاصدها المرجوّة، وتقوى عُراها وتدوم لا بدّ لها من مقوّمات تقويها، وللصداقة بهذا الوصف آثار عظيمة ينعم بها الفرد والمجتمع، وفيما يأتي سنعرض بعض مقوّمات وركائز الصداقة الناجحة، وآثارها.

مقوّمات الصداقة الناجحة
  • الارتكاز على الأخلاق وتقوى الله، فكلّما ارتكزت الصداقة على عناصر الأخلاق والتقوى حققت نتائجها المرجوّة وكانت أطول أمداً وأكثر استمراراً، بخلاف تلك القائمة على المصالح الماديّة فهي تنتهي بانتهاء هذه المصالح.
  • الإخلاص، بأن يكون كلّ صديق مخلصاً نحو صديقه، ويتجلى ذلك في عدة مظاهر منها: صدق النصح، والإيثار، وخدمة الصديق والتضحية من أجله، والحرص على نصحه، والصدق في إبداء المشورة، والعفو عن الإساءة والتقصير، ومنعه من الإساءة لغيره، والوقوف إلى جانبه في مواجهة أي ظلم.
  • النفع والإفادة، وهذه علاقة تبادليّة يجب أن تكون بين الأصدقاء، ولا سيما في المصالح المشتركة بينهم، فالحياة ومتطلباتها هي في الأصل نتاج علاقات تبادليّة بين الأفراد، ترتكز على النفع والإفادة في شتى جوانب الحياة.

آثار الصداقة الناجحة
  • راحة الفرد وطمأنينته، وسعادته، حيث يجد من بين النّاس والأقران من يلوذ إليه في الملمّات، ويحتاج إلى عونه في مختلف الجوانب.
  • تحقيق الفرد كفايته في بعض الأمور التي لا يمكنه الوصول إليها بمفرده.
  • تحقيق رضى الله وطاعته في ذلك، حيث إنّ الصديق يكون عوناً لصديقه في طاعة الله وخشيته، فهو دائم التذكير له فيما يتعلق بالحلال والحرام، التزاماً ونهياً.
  • تحقيق مفهوم التعاون بين أفراد المجتمع، حيث إنّ الكثير من مستلزمات الحياة تتوقف على تعاون الأفراد مع بعضهم، وهو بين الأصدقاء أقوى وأفضل أثراً.
  • تماسك المجتمع وترابطه، وانتشار المحبّة بين أفراده، كنتيجة لحسن تواصل الناس مع بعضهم وتكوينهم للصداقات بينهم.
  • تحقيق التفوّق والنجاح في جوانب متعددة في الحياة على مستوى الفرد أو الجماعة، حيث تلتقي طاقات الأصدقاء وتتكامل فيتحقق بها الإبداع والتفوق.
  • تعزيز القيم الإيجابيّة بشكل عام، كعلو الهمّة، وقوّة الإرداة، وحسن تنظيم الوقت، والحدّ من القيم السلبيّة كالكسل، والاتكاليّة، وضعف الهمّة وخفوت الإرادة، وذلك لتأثر الصديق إيجابيّاً بسجايا صديقه وطباعه.
ملاحظة: إنّ التنشئة الأسريّة السليمة يجب أن ترتكز على التوجيه في حسن اختيار الأصدقاء، لأنّه بخلاف ذلك تعمّ الفوضى في جوانب حياتهم، فالصديق يؤثر في صديقه سلباً أو إيجاباً، وتصدق في ذلك المقولة المشهورة: الصاحب ساحب.

المقالات المتعلقة بما أهمية الصداقة