فيروس كورونا او كما يُطلق عليه فيروس كورونا الشرق الوسط أو متلازمة الجهاز التنفسي الشرق أوسطي؛ هو فيروس تاجي – أي أن شكله مثل التاج عند رؤيته تحت المجهر – يُصيب الجهاز التنفسي والكِلى؛ مؤدياً إلى حالة من الفشل الكلوي وصعوبة التنفُّس ثم إلى الموت في بعض الحالات. ينتمي هذا الفيروس إلى عائلة (coronaviridae) أو الكورونا فيريدي الفيروسية، وأتت كلمة كورونا من أصلها اللاتيني وهي تعني التاج؛ دلالة على شكل هذا الفيروس تحت المِجهر. وتمتاز هذه العائلة الفيروسية عن سواها بأنها لا تنسخ نفسها عند وجودها في المُضيف ثم تتحول إلى بروتين، بل هي تتحول إلى بروتين مُباشرةً، فهي تُعامل كمرسال للحمض الريبي النووي أو الـ (rna).
تم اكتشاف أول حالة إصابة بهذا المرض في جدة في المملكة العربية السعودية في نهايات شهر ديسمبر من عام 2012م، وذلك بعد وفاة المريض المُصاب بهذا الفيروس؛ وأخذ عينة منه وعزل الفيروس من قِبل طبيب فيروسات مصري يُدعى محمد علي زكريا. وبذلك تعتبر مدينة جدة هي نقطة انطلاق لهذا الفيروس، وقد اُصيب به ما يُقارب 763 حالة منذ وقت اكتشافه وحتى منتصف عام 2014م، وكانت نسبة الوفيات جرَّاء هذا المرض ما نسبته 41% بشكل إجمالي، حيث اختلفت النسبة من بلدٍ لآخر حسب عدد الحالات التي تم اكتشافها بها وعدد حالات الوفاة جرَّاء الإصابة بفيروس الكورونا الجديد.
عائلة فيروسات الكورونا معروفة منذ العام 1960م، ومن احد الأسباب التي قيل عنها؛ أنه تطور لنوع من أنواع هذا الفيروس ليُصيب الإنسان؛ ويؤدي إلى تعطيل الكِلى والجهاز التنفسي لديه. ومن الآراء أنه انتقل إلى الإنسان عن طريق من الحيوانات وتحديداً الخفافيش، وكونه غير معتاد على التعامل مع الإنسان؛ فإنه قام بتطوير نفسه وحصل على قدرة إضافية ليُصيب الإنسان في الأجهزة المذكورة. ومن الأقوال بأنه انتقل إلى الإنسان من الإبل، وذلك نظراً لأن الإبل أو الجِمال من المصادر المعتمدة في دول الشرق الأوسط للحصول على اللحم واللبن، وخصوصاً الإبل وحيدة السنام. ولكن لم يتم إثبات أي مصدر من هذه المصادر على وجه التأكيد.
فيروس كورونا مثله مثل باقي الفيروسات التي تُصيب الجهاز التنفسي؛ تنتقل عن طريق الهواء، وهي قادرة على الإبقاء على خصائصها المُعدِية والقابلة لإحداث المرض لمدة ستة ساعات في الأوساط السائلة؛ ولمدة 3 ساعات في الأوساط الجافة. وتبلغ فترة حضانة هذا الفيروس مدة اثنا عشر يوما؛ يبدأ بعدها بالعمل على إصابة الأجهزة. أعراض الإصابة بهذا الفيروس مُشابهة لأعراض الإصابة بمرض الإنفلونزا من سعالٍ وكُحة وعطاس وباقي الأعراض المعروفة، حيث انه يعمل على إصابة القناة التنفسية العلوية بالتهاب، وترتفع درجة حرارة المريض إلى تسعة وثلاثين (39) درجة؛ خلال اليوم الأول لانتهاء فترة الحضانة وبدء الإصابة، وقد يؤدي إلى إصابة الجهاز التنفسي بإصابات حادة، وقد يؤدي إلى الفشل الكلوي وثم الوفاة إذا لم يتم اتخاذ التدابير العلاجية فوراً. والمُصابين الأكثر عُرضة لحالات الوفاة من هذا الفيروس هم كِبار السن ومن لديهم جهاز مناعة ضعيف – بِغضِّ النظر عن الأسباب – والأشخاص المُصابين بامراضٍ مُزمنة.
المقالات المتعلقة بما أسباب فيروس كورونا