ما أثر القيم الروحية للصلاة

ما أثر القيم الروحية للصلاة

القيم الروحيّة

هي عبارة عن أخلاقيّات ومثل عليا ترتقي بالإنسان وتسمو به، فتختلف القيم الرّوحيّة عن القيم المادّيّة بأنّها لا تدرك بالميزان والمكيال والعدّ والحساب، كما يُدرك الإنسان وجود هذه القيم في الحياة من خلال آثارها الطيّبة التي تظهر من خلال التزام النّاس بها، فالصّدق على سبيل المثال هو خلقٌ كريم، وقيمة عليا تحثّ صاحبها على اجتناب الكذب وتحرّي الصّدق في القول والعمل .

أثر القيم الرّوحيّة للصّلاة

كتب الله على عباده فروضًا وأركانًا كان فيها الكثير من القيم الرّوحيّة في الحياة، ومن هذه العبادات عبادة الصّلاة التي هي أهمّ فروض الإسلام والرّكن الثّاني من أركانه، وتتجلّى آثار القيم الرّوحيّة للصّلاة في جوانب عدّة من جوانب السّلوك الإنساني ونذكر منها :

  • التّزكية الرّوحيّة، فنفس الإنسان توجد فيها كثيرٌ من الشّهوات والنزوات التي تحتاج إلى ضبط وحسن توجيه، كما أنّ فيها الكثير من التّناقضات والأهواء، وهنا يأتي دور الصّلاة؛ حيث تربط الإنسان المسلم بخالقه عز وجلّ وتقوّي إيمانه، وتصحّح عقيدته، وتحسّن أخلاقه في الحياة، وتهذّب سلوكه الإنساني وترتقي به، وتنير قلبه وتزيد بصيرته؛ بحيث يدرك بمعيّة الله له وحفظه وتوفيقه سرّ الوجود الإنساني على هذه الأرض وأنّها مجرّد مرحلة اختبار، ومحطّة عبادة .
  • اليقين وحسن التّوكل على الله، فالمسلم الذي ينصب قدمه خمس مرّات في اليوم واللّيلة يدرك لا محالة الآثار الطّيبة لقيم الصّلاة الرّوحيّة؛ حيث يزيد يقينه بالله تعالى وأمره وموعوده، وبالتّالي يوكل أمره في كلّ شيءٍ في الحياة إلى الله تعالى لأنّّه يعلم علم اليقين أنّ من توكّل على الله فهو حسبه، أي كافيه، وأنّ الله لن يضيعه أبدًا، بل سيوفّقه إلى كلّ خيرٍ من القول والعمل .
  • الزّهد في الدّنيا، فالصّلاة لها أثرٌ عجيب في تهذيب النّفس الإنسانيّة وتقليل ارتباطها بالدّنيا ومتاعها الزّائل، ذلك أنّ المسلم وعندما يدرك فضل الصّلاة وأجرها تراه يقيمها على وجهها، ويحرص على التّنفل منها، وبالتالي يقلّ تفكيره في تلبية شهواته وحاجته الدنيوية لإيمانه بأنّ ما عند الله هو خيرٌ وأبقى للمتّقين المؤمنين .
  • الخشوع وقوّة التّأمل في الكون والحياة، فالصّلاة تزيد خشوع المسلم؛ حيث يستحضر فيها معاني الرّهبة والرّغبة، وهذا يؤدّي إلى زيادة بصيرة الإنسان وإدراكه، كما يعمّق تأملاته في الحياة والكون بما ينعكس إيجابًا على نفسه وتزكيتها.
  • كراهة المنكرات والبعد عنها، فللصّلاة آثارٌ عجيبة في إبعاد المسلم عن المعاصي، والذّنوب لأنّها تقوّي صلته بربّه، وتزيد إيمانه وتقوّيه ممّا ينعكس إيجابًا على سلوكه في الحياة.

المقالات المتعلقة بما أثر القيم الروحية للصلاة