يعاقب الله تعالى كلّ من يرتكب الفواحش في الدّنيا والآخرة، فمرض الإيدز أحد العواقب الوخيمة التي تعود على أصحاب العلاقات الجنسيّة المحرّمة، وهو داء لا دواء له، إذ يفتك بجسد المصاب به حتّى الموت، وفي هذا المقال سنتطرّق إلى كلّ ما يتعلّق بمرض الإيدز.
مرض الإيدز AIDSوهو اختصار لجملة (Acquired Immune Deficiency Syndrome)، ويسمّى فيروس نقص المناعة البشريّ، كما يطلق عليه فيروس العوز المناعيّ البشريّ، وهو مرض يغزو جهاز المناعة لدى الإنسان بفيروس نقص المناعة البشريّة المعروف بفيروس HIV، وهو اختصار للأحرف الأولى من الكلمات (Humman Immunodeficiency Virus)، وتؤدّي الإصابة بهذا المرض إلى هلاك مناعة الإنسان وفاعليّة جهاز المناعة حتّى يصبح هشّاً أمام أيّ فيروس أو مرض يغزو الجسد، فيصبح الجسد خائر القوى، فيصاب بالأورام وبجميع أنواع العدوى الانتهازيّة، ويذكر بأنّه قد ظهر للمرّة الأولى وبدأ بالانتشار من غرب أفريقيا الوسطى في مطلع القرن العشرين، ويُشار إلى أنّ الطبّ قد عجز أمام علاج هذا النّوع من المرض على الرّغم من استحداث لقاح يُبطئ عمليّة تطوّر المرض إلّا أنّ مصير الشّخص المصاب محتوم، كما أنّ المضادات للفيروسات الارتداديّة التي تحدّ من انتشار الفيروس باهظة التّكاليف وليست في متناول اليد، ولكنّ الرّأي الغالب لتفادي الإصابة بهذا المرض هو الابتعاد عن الفواحش والعلاقات الجنسيّة المحرّمة، وعن كلّ مسبّبات المرض، وهذا أسهل بكثير من علاجه لأنّه وباء فتّاك.
طرق العدوىيعّد الاتّصال الجنسيّ المحرّم من أهمّ الأسباب التي تؤدّي إلى إصابة الإنسان بمرض نقص المناعة الإيدز، إذ ينتقل من شخص إلى آخر عن طريق الاتّصال الجنسيّ المهبليّ أو الفمويّ أو الشّرجيّ مع شريك في العلاقة حامل للفيروس، فانتقال المني أو الإفرازات المهبليّة يؤدّي إلى إصابة الآخر بالمرض، وطرق انتقال العدوى هي كالتّالي:
لا يمكن لمرض الإيدز أن ينتقل من شخص مصاب إلى آخر سليم عن طريق العناق أو المصافحة أو القبل البعيدة عن الفم.
أعراض الإصابة بالإيدزوتظهر أعراض انتقال مرض الإيدز لدى الأطفال على النّحو التّالي:
يستهدف فيروس HIV المسبّب لمرض الإيدز الّليمفاويّات ويهاجمها، وهي التي تعتبر المنظّم الأوّل لردّة الفعل التي تبديها خلايا الدّم البيضاء ضدّ أيّ جسم أو كائن حيّ يغزو الجسم، وبالتّالي يتمكّن الفيروس من التّغلغل داخلها، وبهذا يكون قد تمكّن من اخترق حاجز الحماية الأوّل في الجسم، ويصبح قادراً على إدخال وطرح مادّته الجينيّة إلى الجسم، ويستنسخ نفسه تلقائيّاً ويضاعف عدده، وتقوم الفيروسات المستنسخة من فيروس نقص المناعة بالخروج من الخليّة الّلمفيّة المضيفة وطرحها في مجرى الدّم، ومن هناك يبدأ توزيعها إلى سائر أنحاء الجسم لتبدأ عمليّة الهجوم، وفي هذه الأثناء تفقد الخلايا الّليمفاويّة المضيفة حياتها وخلايا CD4 السّليمة المجاورة، وذلك بسبب تأثيرات فيروس الإيدز المهاجم، وتستمرّ هذه الخطوة بشكل دوريّ وتتكرّر أكثر من مرّة حتّى تُنتَجُ الملايين من الخلايا الجديدة من فيروس الإيدز يوميّاً، وفي نهاية المطاف يصبح عدد خلايا CD4 قليلاً، الأمر الذي يجعل من الجسم فاقداً لمناعته، ويعرّضه لخطر الإصابة بأيّ مرض لعدم وجود أيّ مناعة لحمايته.
مراحل الإصابة بالإيدزيخضع الشّخص المتوقّع حمله لفيروس نقص المناعة HIV لفحوصات الدّم وفحوصات الغشاء المخاطيّ في الفم ليتمّ الكشف عمّا إذا كان هناك أيّ تواجد لأضداد فيروس الإيدز، ويُنصح بإجراء هذا الفحص لمن هم في عمر بين 13-64 عاماً، ومن المؤسف أنّ فحوصات الإيدز لا تكون دقيقةً إلّا بعد الإصابة الفعليّة بالفيروس، وذلك لأنّ الأضداد الملائمة لفيروس الإيدز تحتاج إلى وقت حتّى تتطوّر في جسم الإنسان لمدّة قد تصل إلى اثنا عشر أسبوعاً على الأقلّ.
ومن الفحوصات التي تساعد على تشخيص الإيدز مقايسة الممتزّ المناعيّ المرتبط بالإنزيم اليزا، ويعدّ هذا الفحص الأكثر تجاوباً في الكشف عن وجود أضداد فيروس الإيدز في جسم الإنسان، ويتمّ بأخذ عيّنة دم من الشّخص الحامل للفيروس أو المتوقّع حمله له، ففي حال كانت النّتيجة إيجابيّةً فهذا يعني وجود لأضداد فيروس الإيدز في الدّم، فيتمّ إجراء الفحص مرّة أخرى، فإذا كانت النّتيجة إيجابيّة مرّة أخرى يخضع الشّخص لاختبار الّلطخة الغربيّة، لفحص وجود بروتينا فيروس HIV في الدّم.وهناك فحوصات سريعة يخضع لها الشّخص المشكوك بحمله لفيروس HIV المسبّب لمرض الإيدز، وهي تعطي نتائج دقيقة وموثوق بها، ويكون ذلك في غضون 20 دقيقةً، ويتمّ هذا الفحص بسحب عيّنة من الدّم من الّلثة العلويّة أو السّفليّة.
يوم الإيدز العالميّويطلق عليه اليوم العالميّ لمكافحة الإيدز، ويوافق الأوّل من ديسمبر، وهو يوم أطلقته منظّمة الصّحّة العالميّة، وقد اتّخذت من الشّريطة الحمراء رمزاً له للتّضامن مع مرضى الإيدز، وهو بمثابة يوم لتذكير العالم بمخاطر الإيدز وأعراضه وطرق الوقاية منه.
المقالات المتعلقة بماهو الإيدز؟