نوح هو نبي ورسول عظيم، لاقى الويلات من قومه عندما دعاهم إلى توحيد الله الخالق عز وجل وترك الوثنية التي كانوا عليها بعدما انقلبت الفطرة منذ زمن آدم إلى زمن نوح، وهو شخصية لها اعتبارها عند اتباع الديانات جميعها، عدا عن أن قصة الطوفان العظيم والفلك، كقانت قد وردت في تراث عدد من الحضارات كالحضارة البابلية والسومرية.
قصة نوح تتلخص بدعوته لقومه لتوحيد الخالق عز وجل في علاه، فعندما أبوا واستكبروا وعاندوا، اوحى الله إليه بصناعة الفلك وهي السفينة الضخمة وأن يضع فيها من كل كائن حي زوجين للتكاثر، تمهيداً لحدوث طوفان الماء العظيم الذي سيدمر كل أشكال الحياة على الأرض، ليبدأ عهد جديد من العبادة لله الواحد الأحد، فتختفي الشرور من العالم ويعود العالم نقياً طاهراً كما أراده خالقه.
في تراثنا الإسلامي اختلف العلماء في تفسير مدة مكوث نوح وهو يدعو قومه للإيمان، فبعضهم قال أن مدة مكوثه تجاوزت الألف عام والبعض الآخر رفض هذا التفسير وقال بان مدة مكوثه عادية مثلها مثل أي نبي أو إنسان. وعند الديانات الثلاث لنوح أهمية كبيرة، فسفينته رمز الخلاص عند المسيحيين وعند المسلمين فهو من أولي العزم من الرسل أما عند اليهودية فهو من أحد العظام الذين أوكل الرب إليهم مهمة تخليص البشرية مما أحاق بها من كوارث ونكبات جرتها عليهم انحرافاتهم عن الخط المستقيم الذي ارتضاه الله لهم.
يستفاد من قصة نوح فوائد وعبر كثيرة، أهمها هو أن الطغيان والفساد في الأرض ينتج من الابتعاد عن الخالق، فابتعاد الإنسان عن الخالق يبعده بالضرورة عن الكمال الأخلاقي الذي يسعى الإنسان ويطمح للوصول إليه، كما يستفاد أيضاً أن الله جعل الإنسان خليفة له في الأرض وهو الوصي على جميع المخلوقات فلا يجب له العبث بهذا الكون بطرق تضر به وتشوه الحياة على سطح الكرة الأرضية. كما يستفاد أيضاً ضرورة الإيمان واليقين بوجود الأمل خصوصاً حتى في أسود الأيام ظلمة وحلكة، والخلاص لا يكون بالاستكانة والدعة بل بالعمل، السفينة لم تنزل جاهزة لنوح ومن معه، بل اجتهد في بنائها رغم ما كان يتعرض له من سخرية وأذى شديدين. كما يستفاد أيضاً اتباع تعليمات الرب وأوامره ونواهيه في كل شئ لأن فيها الخلاص والسعادة والابتعاد عن الضنك والمعيشة الصعبة.
يذكر أنه قد تم إنتاج فيلم فلسفي ذو حوارات بنائة وطرح جديد لقصة نوح في العام 2014، وهو من إخراج المتألق دارين أرنوفسكي ومن تمثيل الاستثنائيين راسل كرو وجينيفر كونلي.
المقالات المتعلقة بماذا نستفيد من قصة نوح