خَلَقَ اللهُ البشرَ وهو أعلمُ بِهم ، فَجَعَلهم ذكراً وأنثى على طبيعةٍ تلاءمُ كلَ واحدٍ منهم ،حسب دورهِ في هذه الحياة ، بشكل تكاملي وبصفات مشتركة تزيد عِند أحدِهما أكثر من الآخر ليكملا بعضهما البعض ، فخلق للمرأة صفات وطبيعة تتناسب مع دورها في بناء الأسرة ، وبأن تكون أمً تحمل وتنجب ، وتجذب الرجل اليها بأنوثتها التي جعلها الله حاجة للرجل ،وأودع فيه عوامل محبة هذه الصفة ليميل إليها ،كما جعل للرجل صفات تجذب المرأة لقبوله برجولته التي جعلها الله حاجة تأوي إليها المرأة ، وهي كلها صفات فطرية تخلق مع الإنسان يجب المحافظة عليها ،وعدم المساس بها من تصرفات تغير فيها ،كأن يسلك الرجل مسالك لا تنبغي للأنثى ،وتسلك الأنثى مسالك لا تنبغي للرجل ،مع مراعاة الأمور المشتركة التي لا ينفرد بها أحدهما عن الآخر .
كلنا يعلم الحرب التي دارت رحاها بين العدو الأكبر إبليس أعاذنا الله منه ،وبين أبينا آدم عليه السلام ،ولقد توعدنا الملعون إبليس بأن نفعل أعمالا تغير خلق الله فينا ،حتى لا تستقيم السبيل التي نسلكها إلى الله ،وبيان ذلك في قوله تعالى( وَلَأُضِلَّنَّهُمْ وَلَأُمَنِّيَنَّهُمْ وَلَآمُرَنَّهُمْ فَلَيُبَتِّكُنَّ آذَانَ الْأَنْعَامِ وَلَآمُرَنَّهُمْ فَلَيُغَيِّرُنَّ خَلْقَ اللَّهِ ۚ وَمَن يَتَّخِذِ الشَّيْطَانَ وَلِيًّا مِّن دُونِ اللَّهِ فَقَدْ خَسِرَ خُسْرَانًا مُّبِينًا (119) يَعِدُهُمْ وَيُمَنِّيهِمْ ۖ وَمَا يَعِدُهُمُ الشَّيْطَانُ إِلَّا غُرُورًا (120) أُولَٰئِكَ مَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَلَا يَجِدُونَ عَنْهَا مَحِيصًا ) ،وقد جاءت الشريعة بتحريم تشبه الرجال بالنساء والعكس ،وهو من باب حفظ النوع ودوره ومهمته التي خَلقَ صفاتهِ لأجلها ، فغاية الزواج الأولى حفظ الجنس البشري من الزوال وإدامة تناسله وخلافته في الأرض حتى يقضي الله أمراً كان مفعولاً.
حين نقول أن الشريعة الإسلامية قد حَرًمت لبسَ الذهب للرجال لأنه خاص بالنساء وهو تشبه بهن وهو تغيير للصفات التي لا تنبغي للرجل فإننا بهذا القول لا نجيب على السؤال الذي يقول :لم حرم الله لبس الذهب على الرجال ؟! فهذا سؤال خاطئ لأن الله عز وجل لا يسأل عن أفعاله فهو القائل ((لَا يُسْأَلُ عَمَّا يَفْعَلُ وَهُمْ يُسْأَلُونَ)). بل هو الجواب عن الحِكمة من تحريم الذهب على الرجال ، وليس هذا كل شيء فكل يوم يتم اكتشاف حقائق عن غايات تحريم الشرع كثير من الأمور وما هي مقاصد الشريعة من أحكامها ،فكم من أحكام كانت قديماً مجهولة ومع التطور العلمي الحديث تم اكتشافها .
وقد أثبتت الدراسات وجود أضرار على الرجال بسبب لبس الذهب من خلال هجرة ذرات الذهب التي تنتقل عبر الجلد وتصل إلى الدم ، ومع تراكم ذرات الذهب بالدم تسبب الكثير من الأمراض مثل مرض الزهايمر ولكن عند المرأة ما يحصل أنها كل شهر تعمل على تجديد الدم في الجسم من خلال الدورة الشهرية ، كما أن لبس الذهب يؤثر على القدرة الجنسية لدى الرجال.
المقالات المتعلقة بلماذا يحرم لبس الذهب للرجال