شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن شهر الرحمة والغفران، شهر الصيام والشعور مع الفقراء، شهر البركات والخيرات، شهر الأجواء الأيمانية البحته، شهر تصفد الشياطين أو مردة الشياطين، شهر فرحة الفقراء والمساكين، المشروعية من صيام رمضان لها أكثر من بُعد، فهناك الهدف الديني منها والإجتماعي والصحي، الهدف الديني مذكور في كثير من آيات القرآن الكريم فقد قال تعالى في سورة البقرة (يا أيُها الذين أمنوا كُتب عليكم الصيام كما كُتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون) وقال تعالى ( شهرُ رمضان الذي أنزل فيه القرآن هدىً للناس وبينات من الهدان والفرقان فمن شهد منكم الشهر فليصُمه). الحكم في صيام رمضان كثيرة ولنذكر منها قوله تعالى ( لعلكم تتقون) فالتقوى هي الهدف الأول من الصيام.
ولما كان الإسلام مبني على عدة أركان ومن ضمنها الصيام، كان الصيام فرض على كل مسلم مع الإستطاعة، أي أن أصحاب الأعذار يُستثنون من الصيام سواء المسافر لمسافة طويلة أو المريض مع القضاء في حالة السفر أو المرض البسيط أو المرتبط بفترة زمنية معينة، ويقاس عليه أيضاً بعض حالات الناس كالحامل أو المرضع ونحوها، أما مشروعية الصيام فلها عدة جوانب إضافة إلى التقوى والإمتثال لأمر الله سبحانه وتعالى كأحد تعاليم الدين الحنيف. الجانب الإجتماعي وهو مرتبط بالدين أيضاً وهو الشعور مع الفقراء بالإمتناع عن الطعام والشراب لفترة من الزمن.
مع الإختلاف في ذلك مع الفقراء أن الشخص الصائم يمتنع عن الطعام والشراب مع علمه بموعد تناول الطعام وأيضاً يكون في أيامنا هذه قد أعد أصناف عديدة من الطعام والحلوى، لكن الفقير حينما يجوع لا يعلم متى ممكن له أن يأكل، في أجواء رمضان الأيمانية يتسابق فاعلي الخير لتقديم المساعدة والصدقات للفقراء والمحتاجين، سواء بالدعم المادي المباشر أو بعمل موائد الرحمن الخيرية أو بتقديم شيء قليل من تفطير صائم على الطرقات. وهنا تظهر مظاهر التكافل الإجتماعي جلية كما أرادها الله سبحانه وتعالى، حين قال عليه الصلاة والسلام (مثلُ المؤمنين في توادهم وتراحمهم كمثل الجسد الواحد إذا أشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحُمى)، أما الجانب الصحي فقد تطابق العلم مع أحاديث الرسول صلى الله عليه وسلم (كما هو دائما)، حيثُ أثبت العلم أن الصيام من أفضل الأمور الصحية التي يفعلها الشخص، كما هو في الأيام الأخرى بعد رمضان.
فمثلاً صيام الأيام الثلاث البيض من كل شهر، كان تفسير العلم كالتالي:
حيثُ أن جسم الإنسان يتكون بنسبة 90 % منه من الماء وبما أن للقمر جاذبية مثبته علمياً على الأرض وعلى المياة تحديداً وهي ما يسمى بظاهرة المد والجزر، فإن للقمر في منتصف الشهر (الأيام الثلاث البيض) جاذبية أيضاً على جسم الإنسان تجعله في حالة غير مستقرة وكثيرة الإنفعال، وفي عدة دراسات أجريت على حالات الطلاق للمتزوجين تحديداً فإن أعلى نسب لحالات الطلاق كانت تكون في هذه الفترة من الشهر، ومع الصيام فإن الجسم يفقد الكثير من السوائل الموجودة في جسمه وبالتالي يقل تأثير جذب القمر عليه، فسبحان من أوحى لرسوله بالقول (صوموا تصحوا).
وقد قال علماء الطاقة أنه وبقياس مستويات الطاقة في الفضاء الخارجي وفوق منطقة جغرافية معينة وجدوا أن الطاقة تسير في مستوى ثابت ويرتفع في خمس أوقات في كل يوم وفي شهر معين من كل سنة يرتفع أعلى من المعدل الطبيعي بكثير ويبقى يسير في مستوً ثابت مرتفع عن باقي السنة. وفي ليلة من هذا الشهر يرتفع ليبلُغ مستوً لا يصله إلا بهذه الليلة، وبعد ربط العلم بالدين وتحليل النتائج وُجِدَ أن الأوقات الخمس في كل يوم هي أوقات الأذان حسب المنطقة الجغرافية المقاس فيها والشهر هو رمضان والليلة من الشهر هي ليلة القدر.
المقالات المتعلقة بلماذا نصوم رمضان