ناصر النبي عليه الصلاة والسلام في دعوته وجهاده عددٌ كبيرٌ من الصحابة الذين مثلوا خير القرون والأجيال على الأطلاق بأخلاقهم الرفيعة، وخصالهم الكريمة، ومن بين هؤلاء الصحابة الكرام برز اسم الصحاب الجليل عمر بن الخطاب رضي الله عنه، والذي كان مشعلاً للحق، ومصباحاً للهدى، وقد كان إسلامه لحظةً فارقة في تاريخ الدعوة الإسلامية، حيث تمكّن المسلمون عند إسلامه بالمجاهرة بإقامة شعائرهم وإعلان دعوتهم بين الناس.
قوة عمر في الحقلقد اشتهر عن الصحابي الجليل عمر بن الخطاب رضي الله عنه كثيرٌ من المواقف التي دلت على قوته في الحقّ، وإيمانه العظيم الذي جعله فاروقاً فرّق الله به بين الحقّ والباطل، ففي غزوة بدر وحينما استشار النبي عليه الصلاة والسلام الصحابة في موضوع الأسرى كان رأي عمر رضي الله عنه أن يمكّن كلّ رجلٍ من قريبه فيقتله، فمال رسول الله يومئذ إلى رأي أبي بكر حينما أشار عليه بأن يقوم الأسرى بفداء أنفسهم، فنزلت في ذلك آيات وافقت رأي عمر رضي الله عنه، هي قوله تعالى: (مَا كَانَ لِنَبِيٍّ أَن يَكُونَ لَهُ أَسْرَىٰ حَتَّىٰ يُثْخِنَ فِي الْأَرْضِ ۚ تُرِيدُونَ عَرَضَ الدُّنْيَا وَاللَّهُ يُرِيدُ الْآخِرَةَ ۗ وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ (67) لَّوْلَا كِتَابٌ مِّنَ اللَّهِ سَبَقَ لَمَسَّكُمْ فِيمَا أَخَذْتُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ) [الأنفا:67].
سبب تسمية عمر بالفاروقلقب عمر رضي الله عنه بالفاروق حيث عُرف بهذا اللقب بين الصحابة، وأمّا أصل هذا اللقب وسبب تسميته به فيرجعه المؤرّخون وعلماء الحديث إلى عدّة أسباب، منها :
المقالات المتعلقة بلماذا سمى رسول الله عمر بن الخطاب بالفاروق