لماذا حرم أكل الخنزير

قال تعالى: ﴿إِنَّمَا حَرَّمَ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةَ وَالدَّمَ وَلَحْمَ الْخِنزِيرِ وَمَا أُهِلَّ بِهِ لِغَيْرِ اللّهِ فَمَنِ اضْطُرَّ غَيْرَ بَاغٍ وَلاَ عَادٍ فَلا إِثْمَ عَلَيْهِ إِنَّ اللّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ﴾ - البقرة: 173، من بين العديد من لحوم الحيوانات إلا أن لحم الخنزير حرم بشكل واضح، وهذا لا يكون عبثاً، فكل شيء لحكمة شرعها الله لنا وغاية مقصودة، وأكد العلماء على تحريم أجزائه كافة، وإليكم أهم ما حرمت لأجله:

الخنزير حيوان لاحم عشبي، يأكل كل شيء يجده أمامه حتى وإن كانت قمامة أوفضلات أو نجاسات بشراهة، ويعيش بين الفضلات والأماكن القذرة، كما يعد الدهن والكوليسترول في خلايا جسده بنسب عالية جداً، قد يتسبب الخنزير بالعديد من الأمراض الطفيلية التي تنتقل للإنسان بعدة طرق كمخالته أثناء تربيته والاعتناء به، أو تلوث ما نأكل ونشرب ببعض من ملوثاته كالفضلات وغيرها، وأخيراً عن طريق تناوله لحمه، والتي جميعها تؤول إلى انتقال الطفيليات، البكتيريا، الفيروسات والديدان إلى أجسادنا عبر العديد من الأمراض التي قد تصيبنا نتيجة كل هذا ومن أهمها:

• داء النوم الإفريقي بفعل الطفيلي المقول من الذبابة المعروفة باسم ذبابة التسي تسي اللادغة لجسم الإنسان، ليدخل لاحقاً في غيبوبة ويموت. بكتيريا لستيريا التي تسبب مرض الالتهاب السحائي الدماغي وتسمم الدم. بكتيريا الحمى المالطية الذي يسبب لاحقاً السحايا، التهاب عضلة القلب، التهاب المفاصل، وغيرها الكثير. بكتيريا السالمونيلا التي تسبب مرض التيفوئيد والتسمم الغذائي.

• الدودة الشريطية التي قد يصل طولها إلى مترين ونصف المتر، ذات الممصات والجسم المكون من قطع قد يصل عددها إلى ألف قطعة، تنطلق من الحويصلات إلى جدار أمعاء الإنسان، ودورته الدموية، لتستقر في عضلاته، رئتيه، كبده، دماغه، قلبه أو عيونه، وقد تؤدي إلى الموت. هناك نوع آخر من الديدان التي قد تتسبب بالعديد من الأمراض للإنسان كالدودة الشعرية الحلزونية، رغم اختلاف مواصفاتها عن الشريطية فهي مثلا ً بمعدل طول يصل إلى ثلاث مليمترات فقط، حيث إن يرقاتها تخترق جدار الأمعاء لتصل إلى الدم ثم للعضلات.

• قد يتسبب أكل لحم الخنزير إلى الإصابة بأمراض القلب والشرايين والسمنة وذلك لأن إنزيمات الإنسان الدهنية لا تقدر على هضم الدهون وبذلك يسبب تصلب الشرايين، الذبحة الصدرية، جلطات القلب، ضغط الدم وغيرها الكثير. كما أن أكل لحم الخنزير قد يتسبب بالإصابة بواحد من السرطانات كسرطان الأمعاء الغليظة والمستقيم، سرطان البروستاتا، سرطان الثدي، سرطان البنكرياس، سرطان عنق الرحم وبطانة الرحم، سرطان الكبد وسرطان المرارة.