الله هو أرحم بنا من انفسنا، وهو غافر الذنب العفو، كل هذه الصفات وأكثر بكثير من ذلك هي من صفات الله تعالى – جل في علاه -، أنعم على الإنسانية بنعم كثيرة لا تعد ولا تحصى، إنه الإله الذي يستحق أن نتوجه إليه بصلاتنا ودعائنا وتضرعنا، لأنه هو الذي يشير إليه العقل والعلم معاً، فهما السبيل إلى زيداة الإيمان في النفس الإنسانية وبالتالي إلى ارتقاء الإنسان في الدنيا قبل الآخرة، لهذا فالتفكر في خلق الله تعالى ضروري جداً، والتأمل أيضاً ضروري، كما أنه من الأهمية بمكان دراسة سير الأنبياء حسب روايات الأديان السماوية، لأن الأنبياء عليهم السلام هم من بلغوا عن الله تعالى. كما أنه يتوجب على الإنسان دراسة الأفكار الإنسانية القديمة والحديثة بالإضافة إلى الأديان حتى يستطيع معرفة الغث من السمين ويتأكد بالتجربة العملية والبرهان العلمي الدقيق أن الله تعالىهو الأجدر بهذه العبادة، حيث أن إيمانه سيقوى ويتطور إذا مر برحلة الشك هذه.
يرتكب الإنسان خلال حياته التي يعيشها أخظاء كثيرة، منها الصغير ومنها الكبير، ولأن الله تعالى هو علام القلوب يعلم ما تخفي الصدور من إيمان أو كفر أو نفاق، ويعلم سبب إقدام الإنسان على هذه المعصية، فقد فتح باب التوبة لكل من أخطأ وندم، حيث أنه سيغفر ذنبه ويعفو عنه وكأن شيئاً لم يكن، ويكون ذلك عن طريق ندم الإنسان على ما وقع به من معصية والتعهد بعدم الرجوع إلى الذنب مرة أخرى، فإن ضعفت نفسه وعاد مرة أخرى إلى معصيته، يتوجب عليه أن لا ييأس من رحمة الله تعالى، فرحمته واسعة، ومتى ما أحس الإنسان بندمه على هذه المعصية كانت هذه علامة خير على انه على الطريق الصحيح.
كما يتوجب على الإنسان أن يكون دائم الدعاء والإلحاح على الله تعالى أن يعفو عنه ويغفر له ذنبه، فهذا كله سيعمل على إزالة دنوبه من كتابه، ويفضل أن يرتقي الإنسان في دعائه فيكثر من طلب المغفرة من الله سبحانه وتعالى، نظراً لأن المغفرة تعني أن الله سيمحو العقاب عن الإنسان وسيمحو التثريب أي المعاتبة والخجل، أي كأن الإنسان لم يقدم على هذه المعصية طيلة حياته، في حين أن العفو يعني ان الله – عز وجل – سيمحو العقاب فقط عن الإنسان، لهذا فالمغفرة أشمل من العفو، فليطلب الإنسان المغفرة والعفو من ربه ليل نهار، فليس هناك من هو بعيد عن التقصير والذنوب والمعاصي، والأهم من هذا كله هو عدم المجاهرة بالمعصية، قالمجاهرة بها هو تحد واضح وصارخ لله تعالى رب العالمين.
المقالات المتعلقة بكيف يغفر الله ذنوبنا