كيف نعالج الغيرة عند النساء

الحب بين الزوجين من أجمل المشاعر الإنسانيّة بين بني البشرية، وهو سرّ النجاح في العلاقة الزوجية، وأيضاً سرّ النجاح في بناء أسرة سعيدة ومثاليّة. إلّا أنّه هناك بعض المشاكل التي تواجه الزوجين والتي يجب مواجهتها وحلّها في وقتها، حتّى لا تتطوّر الأمور وتتأزّم.

من المشاكل التي تواجه الزوجين والتي قد تقلب حياتهما رأساً على عقب، مشكلة الغيرة الزوجية، أو بالأحرى مشكلة غيرة المرأة على زوجها. فما هي أبعاد هذه المشكلة؟ وكيف يمكن حّلها؟ وما هي الحلول المقترحة لتفادي المشكلة؟

إنّ غيرة الزوجة على زوجها والعكس شعور جميل، ويعطي للشريك الآخر إنطباعاً رائعاُ بأنّه يحبه ويريده ويرغب أن يكون له وحده. لكن هناك وجه للآخر لهذه المشاعر، أقصد مشاعر الغيرة، ألا وهي الغيرة السلبيّة. إنّ الغيرة السلبيّة هي التي أقصد بها الغيرة التي تدفع إلى الشك وعدم الثقة بين الشريكين، مما يدفع الحياة الزوجية إلى الإنهيار.

هناك الكثير من النساء اللواتي يعانين من مشكلة الغيرة هذه، وقد يكون السبب في ذلك النظرة المجتمعية السائدة للرجل، والتي تقوم على قوامة الرجل وأن الطلاق والزواح بيده، ولا سيّما في المجتمعات العربية. كما أنّ الخيانات السابقة لإحدى الشريكين قد تكون سبباُ في زيادة الغيرة من الطرف الآخر، وكذلك فإنّ محاولات لفت النظر سواء باللبس أو الحركات أو السلوكيّات للأشخاص الآخرين قد تزيد من الغيرة. كما أنّ إنشغال أحد الشريكين عن الآخر بقصد أو بغير قصد هو أحد أسباب الغيرة السلبيّة أيضاً، بالإضافة إلى إنعدام الثقة بالنفس مما يدفع الشخص إلى الإعتقاد إنّ شريكه سيخونه وهذا يزيد المشاكل بينهما.

ولحلّ هذه المشكلة فإنّه على المرأة والزوجة أن تحاول بأن تتخطى هذه المشكلة من خلال معالجتها ومواجهتها بشكل مباشر. ويكون علاج الغيرة لدى المرأة بأن تحاول أن تكون واقعية ولا تخلط بين العمل والمتعة والترفيه، أي أنّه من الطبيعي أن يحاط الرجل (زوجها) بالنساء، وإن كان رجلها على قدر من الجمال فعليها أن لا تزيد من هذا الشعور بداخلها بل عليها أن تكون قريبة من زوجها وأن تصادقه وتقرّبه منها حتّى لا يفكر في غيرها.

كما على المرأة أن تعمل على أن تترك لزوجها جزء من الحريّة والخصوصية الخاصة بزوجها، وهذا طبعاً في إطار الدين والأخلاق. كما وعليها أن تعطيه الكثير من وقتها وأن تستمع إليه، وأن تكون جميلة دائماً في عينيه. والأهمّ من ذلك كلّه، عليها أن تبني الجسر الأهم في هذه العلاقة، ألا وهو جسر "الثقة"، حيث أنّ بين الزوجين هي أهمّ عامل من عوامل نجاح العلاقة الزوجيّة.