كيف نعالج الخوف من الموت

كيف نعالج الخوف من الموت

كتب الله سبحانه و تعالى الموت على جميع خلقه ، فلا يوجد أحدٌ معصومٌ من الموت ، و قد أكّد الله سبحانه و تعالى هذه الحقيقة في كتابه الكريم حيث قال ( كلّ نفسٍ ذائقة الموت ) ، فالموت حقٌ كما هي الحياة حق ، و قد كان أوّل من كتب الله عليه الموت من البشر آدم عليه السّلام ، و قد اطلع يوماً على ذريته فرأى أحدهم يزهر فقال من هذا ، قيل هذا داوود نبي يبعث في بني اسرائيل ، فأعطاه آدم أربعين سنةً من عمره ، و عندما جاءت الملائكة لقبض روح آدم ، قال لقد بقي لي كذا سنة ، فجحد آدم ذلك ، و نسي أنّه قد منح أحد أبنائه جزءً من عمره ، فالحياة محبّبة للنّفوس بلا شك ، و لا يرغب أحدٌ بالموت ، و هذا الأمر فطريٌّ مجبولٌ عليه الإنسان ، فالدّنيا بما فيها من متاعٍ و نعيمٍ و زينةٍ تجعل القلوب معلّقة فيها ، و إنّ فراق الأهل و الخلاّن صعبٌ على النّفس البشريّة و إن كان الإنسان المسلم يؤمن بأنّ وراء هذه الحياة حياةٌ أخرى ، و قد بيّن النّبي صلّى الله عليه و سلّم بأنّ من أحبّ لقاء الله أحب الله لقاءه و من كره لقاء الله كره الله لقاءه ) ، فقال بعض أزواجه كلّنا يكره الموت يا رسول الله ، فقال عليه الصّلاة و السّلام إنّه ليس كذلك ، و لكنّ المؤمن إذا حضره الموت جاءته الملائكة فبشّرته برضوان الله و نعيمه و جنّته ، فليس شيءٌ أحبّ إليه ممّا أمامه ، فأحبّ لقاء الله و أحبّ الله لقاءه ، و إنّ الكافر إذا حضره الموت بشّرته الملائكة بعذاب الله و عقوبته ، فليس شيءٌ أبغض إلى قلبه ممّا أمامه ، فيكره لقاء الله و يكره الله لقاءه .

فالمسلم إذا أراد إزالة المخاوف من الموت ، عليه أن يتزوّد بزاد التّقوى و الإيمان فهي خير سلاحٍ له في مواجهة مخاوفه ، و إن يقين المؤمن بالله و رحمته بعباده المؤمنين ، و عقيدته المبنيّة على أسسٍ و قواعد لا تهزّها الجبال تزرع في قلب المؤمن السّكينة و الطّمأنينة و الرّضا بحكم الله سبحانه و قضاءه .

المقالات المتعلقة بكيف نعالج الخوف من الموت