إن عبادة الله وحده وحبه ونيل رضاه هي غاية المسلمين الموحدين في الحياة فإنّ حب الله عز وجل هو أولى الأبواب للدخول في حيز الإسلام فمن لم يحب الله لن يعبده، فالإسلام لا يقتصر على عبادة الله عن طريق تطبيق شعائر الإسلام من صلاة وزكاة وحج وأحكام بيوع وقصاص وغيرها فقط فهذا هو ما يفعله العبد عندا تكون حياته تعيسة، أمّا من ارتضى الله له الإسلام ديناً فأنّ حياته تكون من أجمل وأروع ما يمكن فالعلاقة بين العبد وبين الله عز وجل لا تقتصر على الشعائر وحدها بل إنّها تزيد على ذلك بحبه عز وجل والعمل على كسب رضاه في كل قول وفعل.
ومن أحب شخصاً ما داوم على ذكره فالحبيب لا ينقضي من ذكر محبوبه أبداً في سرَه أو في جهره فهذه سنة موضوعة في النفس البشرية، فلذلك كان لزاماً على من أحب الله عز وجل أن يداوم على ذكره ليل نهار في سرَه وعلنه، حتى يصبح ذكر الله عز وجل كالشهيق والزفير فإنّ حب الله يتعدى حدود حب البشر للبشر فهو الخالق الذي وسعت رحمته السماوات والأرض ومن فيها فلولا رحمته عز وجل بنا لما استطعنا أن نعيش الحياة حتى ولو لثوان معدودة، فيصبح بذلك ذكر الله عزو وجل هو السعادة الكبرى التي يبتغيها المرء كما هو الحال ولله المثل الأعلى بذكر الحبيب لمحبوبه فإن سعادته القصوى تكون من بعد رؤية محبوبه - وهو القصد الذي نبتغيه في الآخرة إن شاء الله- هي ذكره في الليل والنهار.
فيكون ذكر الله عز وجل باللسان وبالقلب وبالجوارح كلها فلا أفضل من تعليم سيد الخلق في كيفية ذكر الله عز وجل، وهذه كانت هي وصيته صلى الله عليه وسلم فعن عبد الله بن بسر رضي الله عنه قال : لما شكا الرجل حاله قال: يا رسول الله! إن شعائر الإسلام قد كثرت عليَّ فأخبرني بأمر أتشبَّثُ به، قال: لا يزال لسانك رطباً من ذكر الله.
ويشتمل ذكر الله عز وجل على العديد من الأمور كالأدعية والأذكار التي وردت عن النبي صلى الله عليه وسلم كأذكار الصباح والمساء وأيضاً هنالك بعذ الأذكار التي وردت عن الصحابة والتي أشاد بها الرسول صلى الله عليه وسلم أو التي اشتهرت بين الناس بحسنها وروعتها كتسايبح الزهراء، أمّا من أفضل الأمور التي نذكر به الله عز وجل هو قراءة القرءان فهو كلامه عز وجل والتدبر فيه حتى ننال شرف ذكر الله لنا فكما قال الله عز وجل: " فاذكروني أذكركم واشكروا لي ولا تكفرون".
المقالات المتعلقة بكيف نذكر الله