من المعلوم أنّ الله سبحانه وتعالى كرّم الإنسان تكريمًا عظيمًا، وذَكَر ذلك في كتابه العزيز حينما قال جلّ من قائل ( ولقد كرّمنا بني آدم، وحملنهم في البرّ والبحر ورزقناهم من الطّيبات وفضّلنهم على كثيرٍ ممّن خلقنا تفضيلًا )، وإنّ هذا التّكريم الرّباني بلا شكّ ينسحب على جوانب كثيرة في حياة الإنسان منذ خلق آدم عليه السّلام، فما هي مظاهر التّكريم الرّباني للإنسان؟
مظاهر التكريم الربّاني للإنسان - خلق آدم عليه السّلام بيد الله تعالى وبثّ الرّوح فيه؛ فقد شاء الله سبحانه وتعالى أن يخلق بشرًا من طين بيده ويبثّ في هذا الجسد روحه، ولا شكّ بأنّ هذا الأمر هو أوّل تكريم لهذا المخلوق وهو أنّ الله سبحانه وتعالى هو الذي خلقه بيده.
- أمر الله تعالى الملائكة بالسّجود لآدم تعظيمًا لخلقه وتكريمًا، فقد أمر الله سبحانه ملائكته بذلك بقوله ( وإذ قال ربّك للملائكة اسجدوا لآدم )، فسجد الملائكة كلّهم امتثالًا لأمر الله تعالى إلّا إبليس عليه لعنة الله فقد أبى أن يسجد لآدم بزعم أنّه في خلقته خيرٌ من آدم حين خلقه الله من نار وخلق آدم من طين، ولا شكّ بأنّ السّجود لآدم هو نوعٌ من أنواع التّكريم الرّباني للإنسان .
- جعل الإنسان خليفة الله في الأرض وإناطة هذه المهمّة العظيمة به، فقد خاطب الله سبحانه وتعالى الملائكة قائلًا (إنّي جاعل في الأرض خليفة)، وقد حصل الحوار بين الله سبحانه وملائكته حينما استفهمت الملائكة من ربّ العزّة قائلة (أتجعل فيما من يفسد فيها ويسفك الدّماء ونحن نسبح بحمدك ونقدس لك)، وقد تقرّرت الحقيقة الرّبانيّة أن علم الله فوق علم كلّ مخلوق، وأنّه يعلم سبحانه أنّه سيكون منهم صالحون وأتقياء يعمرون الأرض ويصلحونها في قوله تعالى (إنّي أعلم ما تعلمون)، ولا شكّ بأنّ الاستخلاف ومهمّته في الأرض هي من تكريم الله تعالى للإنسان.
- تكريم الله تعالى للإنسان حينما خلقه في أحسن صورة وتقويم؛ فالإنسان في خلقته هو غاية في الإبداع والإتقان، كيف لا وصانعه ومبدعه هو ربّ العزّة جلّ وعلا.
- تكريم الله تعالى للإنسان بأن تكفّل برزقه وكتب ذلك عليه وهو ما يزال في بطن أمّه؛ فالإنسان في الدّنيا يتقلّب في نعمها الكثيرة وطيّباتها الوفيرة وكلّ هذا من فضل الله تعالى ورزقه الذي أكرم به الإنسان.
- تكريمه بالتّفضيل على كثيرٍ ممّن خلق، ومن مظاهر هذا التّكريم أنّه منحه عقلًا يفكّر فيه ويبدع ويهتدي.
- تكريم الإنسان حينما أعدّ له الجنّة وهي جائزة الله للمتّقين من عباده .