كيف خلق الله الإبل

كيف خلق الله الإبل

الإبل

لناا في الإبل العديد من المنافع والفوائد؛ حيث يُركب عليها، وتؤكل لحومها، ويشرب لبنها، وقد استُخدمت منذ القدم لحمل المتاع عليها؛ فهي بمثابة المركبة الفارهة في عصرنا الحالي، واستُخدمت أيضاً في حمل البضائع للتجارة، ووضعت عليها هوادج النساء، وهي أكرم أموال العرب وأنفسها، ولقّبت بسفينة الصحراء؛ فالإبل تستطيع حمل حوالي نصف طن على ظهرها.

خلقها الله سبحانه وتعالى بقدرة عظيمة، وحثّنا في كتابه العزيز على التفكّر في كيفيّة خلقها، حيث يبيّن لنا سبحانه وتعالى الإعجاز في هذا الخلق، وهي الحيوان الوحيد الذي ذكر باسمه فلفت أنظارنا للتفكّر في خلقه؛ فقد خلقها بطريقة تجعلها تتكيّف مع العيش في الصحراء، ذات البيئة المناخية القاسية، سواء شدة الحر، أو شدة البرودة؛ فالعيون مهيّئة لهذا الأمر، والرموش، والأنف، والخفان، وكلّ خلية من خلايا جسمها.

خلق الإبل وقدراتها

الإبل قوية البنية ومع ذلك مسخّرة ومذللة، يستطيع من شاء قيادتها وتوجيهها للمكان الذي يريد بسهولة، دون أن تأتي بأيّ حركة حتى لو ضربت، وهي الحيوان الوحيد الذي يمكن الحمل عليه وهو بارك بخلاف الحيوانات الأخرى حيث تكون واقفة، ولعيون الإبل طبقتان من الرموش تحميها من الرمال، في أنفها جيوب تعمل على تبريد الهواء الساخن، وبالتالي تبريد الأوعية الدموية ومنها المؤدية للمخ، حيث تعمل على تبريد المخ، ممّا يجعلها تتحمّل الوقوق والسير في أشعة الشمس الحارّة ولمدّة طويلة، ولها شفتان عريضتان، السفلية منهما مشقوقة لتتمكّن من أكل الأشواك بسهولة دون أن تؤذيها، وأذناها صغيرتان جداً يغطّيها الشعر من جميع الجهات، ويمكنها إلصاقها برأسها إذا هبت الرياح لمنع دخول الرمال فيها، وعنقها طويلة جداً تساعدها في قضم ورق الأشجار العالية، كما تسهّل عليها النهوض بعد وضع الأثقال على ظهرها، وجسمها مغطّى بطبقة كثيفة من الشعر، تمنع من وصول الحرارة إلى جلدها، قوائمها عالية لتسهيل الحركة، ولتسريع خطواتها واتساعها، لها خف يساعدها على السير في الصحراء وقطع المسافات الساشعة، وعلى جانبي ذيلها يوجد شعر لحماية خلفيتها من الرمال المتناثرة عندما تشتد الرياح.

تستطيع الإبل تحمّل العيش دون ماء ولا طعام لمدّة خمسة عشر يوماً، وفي درجة حرارة مرتفعة جداً تصل للخمسين، فهي تشرب كمية هائلة من الماء، تكفيها لأيام، وتستطيع أن تسترجع الماء الموجود في أمعائها مرّة أخرى حيث تعيد امتصاصها، وتتميّز بوجود سنام على ظهرها، وهناك نوع آخر من الإبل لها سنامان، حيث تتجمّع الدهون فوق ظهرها في هذا السنام، بخلاف سائر الكائنات التي تتوزّع الدهون في كامل جسمها، ووقت الحاجة تُحوّل الإبل هذه الدهون إلى ماء وطاقة، جهازها الهضميّ قويّ جداً يستطيع هضم أيّ شيء تأكله، ومعدتها لها أربعة أوجه، ولها قدرة عالية على حفظ الطرقات بعد المرور فيها لمرة واحدة.

للبن الإبل قيمة غذائية عالية جداً، حتى لو كان غذاءً وحيداً لاكتُفِي به، وله فوائد طبية عظيمة، حيث إنّ تركيبته تختلف عن تركيبة لبن الغنم والبقر، حتى أنّ لبولها فائدة عظيمة في شفاء العديد من الأمراض.

المقالات المتعلقة بكيف خلق الله الإبل