كيف تكون محاوراً جيداً

كيف تكون محاوراً جيداً

تختلف مراتب التواصل بين الناس ما بين النقاش والحوار والجدال، فالنقاش يحدث عندما يكون المتكلمون على نفس الفكرة، حيث إنهم يتكلمون فيها لزيادة معلوماتهم حولها وتثبيتها في أنفسهم أكثر، في حين يكون الحوار بين شخصين أو أكثر مختلفون حول فكرة معينة لهذا فهم يتكلمون للوصول إلى الحق والصواب، مستخدمين أساليب النقاش والبحث العلمي والمحاكمات العقلية والأدلة والبراهين وما إلى ذلك من أمور، أما الجدل فيكون بين أشخاص مختلفين حول فكرة معينة بحيث أنهم بمتلكون قناعات راسخة في عقولهم وليست لديهم أية نية في تغيير هذه القناعات التي لديهم، ومن هنا فإن الجدل يوصل إلى البغض والكراهية في بعض الأحيان، خصوصاً عندما يكون المتجادلون غير مهذبين أو لا يعرفون أصول الحديث.

الحوار فيه السعي إلى الوصول إلى الحقيقة، والتي تهم عدداً كبيراً من الناس، لهذا فالحوار فن من الفنون، فكلما كان المحاور متقناً لأصول الحوار كان ذلك أفضل حتى يستوفي الحوار غايته. ولهذا كان هناك عدد من الأمور والآداب التي يجب على كل طرف من أطراف الحوار أن يعملوا بها حتى ينجحوا في هذا الحوار ويحقق أهدافه.

يتوجب على كافة أطراف الحوار قبل أن تأتي إليه وتبدأ فيه أن تضع في بالها أنها تسعى إلى الحق والحقيقة، وأن تنظر إلى الحوار على أنه تفكير جماعي بصوت مرتفع، وأن يبعدوا كل عصبية أو مصلحة خاصة عنهم أثناء الحوار، فإن فعلوا ذلك سار الحوار بأفضل صورة ممكنة بحيث يغير الطرف الذي تقام الحجة عليه من رأيه بعد انتهاء هذا الحوار ويقتنع بالحقيقة، ومن هنا يكون الحوار قد حقق كل هدفه الرئيسي وهو إيضاح الحقيقة وبيانها.

ومن أهم الأمور التي تجعل المحاور جيداً هي أن يكون واثقاً أثناء الحديث، مرتباُ لأفكاره قبل بدئه بالحوار، فمن شأن هذا الأمر ان يسرع من تناقل الأفكار بين المتحاورين وعدم الوقوع في الإحراج، إضافة إلى ذلك يتوجب على كل طرف من أطرف الحوار أن يعطي الفرصة كاملة للآخربن للكلام، كما ويتوجب عليه أن لا يستهزئ بهم وأن لا يبتعد عن صلب الموضوع ويشتت الأفكار، كما ويتوجب عليه أن يبتعد عن العواطف ويحاول قدر الإمكان أن يتمسك بالمنهج العلمي في الحوار فالكلام العاطفي أثناء الحوارات العلمية يعطي انطباعاً عن الشخص بأنه غير متمكن مما يقوله حتى ولو كان ما يقوله هو الصواب، فالدليل العلمي المحكم هو خير مدافع عن الفكرة.

المقالات المتعلقة بكيف تكون محاوراً جيداً