القدوة هي من أهم الأمور التي يمكن الاستعانة بها لتهذيب النفس والسير على الطريق القويم الذي يحبه الإنسان ويرضاه لنفسه وبما يحفظ له كرامته الإنسانية وعزته، والأهم بما يحفظ عليه خلقه، فالخلق هو اللباس الجميل الذي ما أن يرتديه الإنسان حتى تتغير حياته وتقلب، فيصبح شخصاً فياضاً بالرحمة والمحبة مع جميع الناس، ويضبح هذا الشخص مصدراً من مصادر النور في مجتمعه وبين جماعته وبين أهله وناسه وبين جميع من يقابلهم ومن يصادفهم في حياته، ومن هنا فالتربية بالقدوة هو من أهم وأفضل الوسائل لضبط إيقاع النفس على وتيرة الأخلاق.
القدوة هو ذلك الشخص أو تلك الجماعة اللذين نضعهم أمام أعيننا، ونتأسى بهم بسبب صفات فيهم أعجبتنا، أو بسبب سلوكياتهم التي أبهرتنا أو بسبب قدراتهم التي تمنينا أن تكون عندنا مثلها، أو بسبب تصرفاتهم إزاء المواقف التي تعرضوا لها أو بسبب أي شيء آخر أعجبنا فيهم.
القدوة هامّة جداً خاصّة للأطفال، فالأطفال يقلدون كل ما يرونه أمامهم ويتفاعلون مع أي شيء، فإن رأوا أمامهم تصرفات جيدة سيتأسون بها، أمّا إن رأوا تصرفات سيئة فسيتبعونها أيضاً، وهذا مما يدمر الأطفال ومما يدمر شخصياتهم، لهذا فالأبوان أولاً والمعلم والأخوة الكبار والأعمام والأخوال والخالات والعمات كل هؤلاء هم قدوة للطفل، لهذا فيجب أن يكونوا على أهل المسؤولية التي ألقيت عليهم في تربية الطفل وتعليمه كل ما هو جيد.
يمكن لأي شخص أن يكون قدوة جيدة عن طريق أن يتبع هو الخير من الأعمال، بالإضافة إلى أن يكون منفذاً لما يقوله، فمن كان فعله مخالفاً لقوله فهو إنسان ليس بالقدوة الجيدة، خاصة للأطفال، فالأطفال شديدو الملاحظة ويعرفون الصدق من الكذب، ولنتخيل أنّ الأب نهى ابنه عن الكذب وكان هو يكذب أمام ابنه، فهل سيصدقه ابنه ؟؟؟ قطعاً لا، فالعمل يجب أن يكون متوافقاً مع القول.
أيضاً يتوجب على القدوة أن يتحرى الخير أينما كان وأن يبتعد عن الشر ويتقيه، فالقدوة يجب أن يكون خيراً بالدرجة الأولى ورحمانياً بالدرجة الثانية والحب يملأ قلبه بالدرجة الثالثة، فالقدوة لا يتوجب أن يكون عنيفاً غليظاً فهذا من شأنه أن ينفر الناس من حوله وهو أيضاً مدعاة إلى أن يكون متعاطفاً مع غيره قدر الإمكان، فالتعاطف مع الغير هو أمر مطلوب لمن يريد أن قدوة في مجال من المجالات، وأخيراً يجب على الإنسان أن يكون متميزاً بأي شيء وعلى رأسها النواحي الأخلاقية بالدرجة الأولى.
المقالات المتعلقة بكيف تكون قدوة