تُعتبر الاستقلاليّة من الصّفات والمقوّمات والركائز الرئيسيّة التي تقف وراء تحقيق الكرامة الإنسانية، وهي عكس التبعية من حيث المفهوم والجوهر، وتتعدّد أشكالها ما بين الاستقلاليّة المالية والشخصية والفكرية، وكذلك الاستقلالية في العيش والتعبير عن النفس والرأي والدين والتعلّم والزواج واختيار الشريك والأصدقاء والمهنة وغيرها.
الاستقلالية شأنها شأن كافة المفاهيم الإنسانيّة التي تحتاج إلى تغذية وتنمية وتطوير لتحقيقها، وتتطلّب أنّ تُبنى على أساس سليم منذ الصغر، علماً أنّ هناك فروقات شاسعة في تطبيق الاستقلالية بين المجتمعات المتقدمة التي تحترم الحرية الشخصية وتمنح الشخص مساحةً كافيةً من الحرية للعيش، والمجتمعات المتخلّفة والنامية التي تنبذ هذه الأفكار الحضارية، في الوقت الذي ترتبط فيه الاستقلالية بصورة مباشرة بالديموقراطية، بينما ترتبط مفاهيم الدكتاتورية والتسلط في غياب الاستقلالية والحريات.
تجدر الإشارة إلى أنّ الشخص الذي يتمتع باستقلالية هو ذلك الشخص الذي يمتلك القوّة والقدرة على اتخاذ القرارات المتعلّقة بحياته وحاضره ومستقبله، والذي يتمتّع بجُملة من القدرات والمهارات والإمكانيّات المادية والمعرفيّة والجسدية التي تؤهله لأن يكون حراً، وغير تابعاً لغيره من الأفراد والجماعات، وفيما يلي أبرز السبل التي تضمن الاستقلاليّة النسبيّة للأشخاص، وذلك لأنّ الحريّة والاستقلالية تنتهي عندما تبدأ حريّات الآخرين، لذلك يجب أن يكون الشخص مستقلاً بنفسه دون أنّ يؤثر ذلك سلباً على الأشخاص المحيطين به.
كيف تكون شخصية مستقلةالمقالات المتعلقة بكيف تكون شخصية مستقلة