الرسم إنّ الرسم من فروع الفنون المختلفة التي يتسم أصحابها بالحس المرهف، ووجود العوالم الغامضة دواخلهم، فالرسام يتوحد في كثير من الأحيان مع الريشة، واللوحة، والألوان، ويقضي أياماً طويلة داخل مرسمه، مستمتعاً بكلّ تفاصيل حياته ومشاعره الداخليّة، في حين تتفتح مواهب البعض في سن مبكرة، ينطلق البعض في فترة عمريّة متأخرة، فيما يسعى بعض المبتدئين إلى الوصول للاحترافيّة، وفي هذا المقال سنقدم الكيفيّة اللازمة ليكون الشخص رساماً محترفاً.
كيفيّة أن يكون الشخص رساماً محترفاً - محاولة الاطلاع على التجارب العالمية في مجال الرسم؛ كالتأثر مثلاً في الفنان الهولندي العالمي فان كوخ الذي لم يحظى بأي اهتمام خلال حياته، فيما بيعت لوحاته بملايين الدولارات بعد وفاته، ولا ضير في محاولة تقليد لوحات عالمية معروفة، ولا يجب على الرسام أن يشعر باليأس لعدم تمكنه في بداية الأمر، أو عدم تمكنه أبداً، فالهدف من ذلك محاولة تطوير المهارات، أو استنباطها، أو اكتشافها، كتقليد لوحة الموناليزا لدافنشي التي حيرت ملايين البشر حول العالم، فيما كشف مؤخراً عن طرق يرجح استخدامها من قِبل دافنشي، كأن تكون ابتسامة المرأة في اللوحة ممزوجة بين ابتسامة رجل وامرأة.
- تخصيص أوقات طويلة للرسم؛ فمن يسعى للاحترافية ليس عليه انتظار من يدفعه للتطور والتدريب، وعلى غرار الرياضي الذي يجرب الكثير من التمارين البدنية، على الرسام صنع الكثير من اللوحات الأولية التي تؤسس مهارة الرسام لاحقاً، حيث نقول للرسام المبتدئ في هذا الإطار: جرب وارسم، ثمّ ارسم وطور، ثمّ ارسم وعدل، ثمّ أعد الكرة، واستمتع بكلّ حركة تصنعها ريشتك.
- الإيمان بالقدرات الشخصيّة؛ فلا يجب على الرسام التشاؤم بخصوص إمكانية وصوله للاحترافية.
- مراقبة الذات وعرض اللوحات على أحد الرسامين المحترفين؛ فقد لا يكون بعض الرسامين الشباب بحاجة ماسة للتدريب، فموهبتهم الفذة سبقت مراحل عديدة، لا بدّ أن يمر بها الرسام العادي، وبذلك يختصر الرسام المحترف زمن الوصول، وحينها سيسعى لمرحلة إبداع أخرى، تزيد إعجاب الجماهير وأهل الثقافة والفن بما يقدمه.
- التدرب على وضعية القلم المناسبة وطريقة البدء؛ فالبعض يناسبه مسك القلم من الأعلى قرب رأس القلم، فيما يحب الآخرين الإمساك بوسط القلم أو آخره، أما عن البداية فهي مختلفة من رسام إلى آخر، فالبعض يبدأ بدائرة صغيرة، فيما يصنع آخرون خطوطاً مبعثرة، قبل رسم ملامح اللوحة.
- الانتساب لإحدى كليات الفنون الجميلة، ورغم عدم تفضيل أصحاب الموهبة لحصر قدراتهم بالغرف الدراسيّة، ومناهج ومدارس الرسم المعقدة، إلا أنّ الدراسة في الكليات تعود بالنفع الكبير على الرسامين الناشئين، من ناحية تسريع الاتصال بالواقع الفني الذي يخص الرسم، كحضور المعارض المتعددة، والتعرف على الفنانين المحترفين والأساتذة الذين سيتتلمذ الشخص على أيديهم.
- تحفيز الخيال وتوظيفه؛ فلم يعد الرسام هو الشخص القادر على رسم البورتريهات، وإتقان رسم ملامح الأشخاص، أو رسم منظر طبيعي مدهش، فظهرت مدارس جديدة في ميدان الرسم، وكانت نقطة انطلاق الفن التشكيلي، الخيال والقفز عن النمطيّة.