كيف تكون حكيماً مع الناس

كيف تكون حكيماً مع الناس

الحكمة

يُنشد كثيرٌ من النّاس الحكمة لفوائدها الكثيرة في الحياة، فالحكمة التي تحدّث عنها الكثيرون عبر التاريخ، ونطقت بها ألسنة العلماء والمفكّرون، هي حالةٌ من العقلانيّة في التّفكير، والتّبصّر في الأمور وتجعل الإنسان يتّخذ القرار المناسب في الوقت المناسب، والمكان المناسب .

الحكمة عبر التاريخ

خلّد التّاريخ ذكر كثيرٍ من الحكماء، الذين كانت لهم بصماتهم ونظرّياتهم الفكريّة التي أثّرت في تاريخ الفكر الإنسانيّ، بما أضافته من أفكارٍ، ونظريّات جديدة أفادت الإنسان في حياته، ومن العلماء الذين اشتهروا بالحكمة في التّاريخ الفلاسفة اليونانيون، كأرسطوا، وأفلاطون، وسقراط، ومن الحكماء العرب عُرف ابن رشد، والفارابي، وقد حدثّنا القرآن الكريم عن شخصيّةٍ اشتهرت بالحكمة وذهبت مثلاً فيها وهي شخصيّة لقمان الحكيم الذي اشتهر بوصاياه لابنه في مجال العقيدة والأخلاق .

كيف يكون الإنسان حكيماً مع الناس

حبا الله سبحانه وتعالى أناسًا بالحكمة الفطريّة، فترى بصائرهم نافذة، وآراءهم سديدة، وكلماتهم تنطق بالحكمة والفائدة، كما أنّ جزءاً كبيراً من الحكمة مكتسبة، حيث يكتسبها الإنسان في حياته من عدّة أمور نذكر منها :

  • اتباع نمط التّفكير في الكون والحياة، الذي يبتعد عن المزاجيّة، والأهواء، والعاطفة، فالإنسان كلّما ابتعد عن هذه الأمور، كان رأيه أكثر سدادًا، وتفكيره أكثر عقلانيّة ورشدًا، وإذا ما شابت هذه الأمور عقلية الإنسان وتفكيره حرفته عن التّفكير السليم الذي يصنع الحكمة .
  • النّظر في تجارب النّاس، والاطلاع على سيرهم وما مرّوا به من أحداث، والتّعرف على طريقة تعامل النّاس مع أحداث الحياة وتقلّباتها، فالإنسان المثقّف المطّلع بلا شكّ أقرب إلى الحكمة من الإنسان غير المثقّف، فالثّقافة تُضيف إلى رصيد الإنسان الكثير من الخبرة، وتجعله قادراً على الحكم على الأشخاص، والأحداث من منطلق العقلانيّة والحكمة .
  • دراسة كتب الحكماء والاطلاع على نظرّيّاتهم الفكريّة في الحياة، فقد قدّم كثيرٌ من الحكماء عبر التّاريخ رصيداً لا يستهان به من الأفكار والنّظريّات والتّجارب التي تفيد الإنسان في تحسين نمط تفكيره، وتكسبه الحكمة في الحياة .
  • الزّهد في الدنيا ومتاعها الزّائل، فالزّهد والتقشّف في الحياة يزيدان الإنسان حكمة وتبصّرًا، فالشّهوات التي تعتلج في نفس الإنسان، والتّفكير في تلبيتها يشغل الإنسان ويحرفه عن التّفكير السّليم السّديد .
  • الإيمان، فكلّما زاد إيمان الإنسان ويقينه بالله تعالى زادت عنده الحكمة والتّبصر في الأمور، فالله سبحانه وتعالى يمنّ على عباده المتّقين المؤمنين بنعمة الحكمة والتّبصّر جزاءً لهم على صدق إيمانهم، وعظم يقينهم به سبحانه، فقد قال تعالى: (يؤتي الحكمة من يشاء، ومن يؤت الحكمة فقد أوتي خيراً كثيراً، وما يذّكّر إلّا أولو الألباب){البقرة:269} .

المقالات المتعلقة بكيف تكون حكيماً مع الناس