إنّ من أعظم الصّفات التي ينالها الإنسان في هذه الحياة الدّنيا ويظفر بها صفة الحكمة، بل إنّ سعي كثيرٍ من المفكّرين والمؤرّخين والفلاسفة عبر التّاريخ هو الوصول إلى هذه المرتبة من التّفكير والحدس والفراسة، فالحكمة هي اسم جامع لمعانٍ كثيرة، فقد تشتمل على معنى الفطنة والذّكاء في النّظر في المسائل والمعضلات، وقد تعني الرّأي السّديد والحكم الموفّق الصّائب في الأمور بعد التّفكر والنّظر والموازنة بين المصالح والمفاسد وترجيح الرّأي الأصوب، وغالبًا ما ترتبط الحكمة بكبار السّن والشّيوخ بسبب التّجارب الكثيرة التي يمرّون بها والخبرات التي يكتسبونها عبر مراحل حياتهم الطّويلة بحيث تعمل على صقل شخصيّتهم وتعميق نظرتهم إلى الحياة والكون والنّاس.
وإنّ الحكمة هي من الخير الذي يعطيه الله لأناس مصطفين من عباده، فقد آتى الله سبحانه وتعالى عبده لقمان الحكمة، كما آتاها أنبياءه ومنهم داود وسليمان عليهما السّلام، قال تعالى (يؤتي الحكمة من يشاء ومن يؤت الحكمة فقد أوتي خيرًا كثيرًا).
الحكمة في الحياةوإن كانت الحكمة في جانبٍ كبير منها منحة من الله تعالى لعباده إلا أنّ هناك جانباً مكتسباً، بحيث يستطيع أيّ إنسان أن يعظّم جانب الحكمة في حياته، ففي الحديث الشّريف عن النّبي عليه الصّلاة والسّلام أنّ الحكمة هي ضالّة المؤمن التي ينشدها ويسعى إليها على الدّوام ذلك أنّه أحقّ النّاس بها بسبب سلامة عقيدته وصحّة إيمانه وتوحيده بالله، وحتّى يكون الإنسان حكيمًا في حياته عليه بما يلي:
المقالات المتعلقة بكيف تكون حكيماً في حياتك