من المهم في البداية أن تعرف أنّ الفراغ الذي يفصل بين الأجرام السماوية من نجوم وكواكب مليء بكميات هائلة من الغبار و الغاز، وتتشكل النجوم نتيجة تلامس أجزاء من التراب والغاز، وتبدأ المكوّنات تحت تأثير الجاذبية في التقلّص، لتتولّد الحرارة الناتجة عن التقلّصات وبتزايد هذه التقلّصات تزداد الحرارة عند المركز ليبلغ الحدّ الذي يسمح ببدء حدوث التفاعلات الحرارية النووية الضخمة، فتُحدِثُ التفاعُلات طاقةً تكونُ السبب لتوهج الجُرم المتشكل ليصير نجم.
يعتقد الفلكيون اليوم أنّ الشمس تكونت من كتلة من الغبار و الغاز هم في حالة من الحركة الدائرية، ويعتقدون أيضاً أنّ كواكب المجموعة الشمسية السيارة تشكلت من تجمعات وعقد من التراب والغاز المتراكمة في عدة أماكن مختلفة من مركز الكتلة الدوارة، ولا يعرف علماء الفلك والفيزياء الكونية الكثير عن التفاصيل التي رافقت تشكل المجموعة الشمسية، إلا أنّ العديد من الدراسة والاستكشاف الفضاء والصعود إلى القمر والوصول إلى بعض الكواكب الأخرى ساعد على تراكم وزيادة المعرفة بها، وهنالك اعتقاد يدعمه الفلكيون بأنّ النجوم الأخرى تكونت حولها أيضاً كواكب مماثلة عند بدء تشكلها.
مدة إضاءة الشمستحصل الشمس على طاقتها من خلال التفاعلات الحرارية النووية التي تحدث قرب المركز، وهذه التفاعلات تحوِّل ذرة الهيدروجين إلى ذرة الهيليوم، وفي الشمس ذرات من الهيدروجين قادرة على الإبقاء على نشاطها الإشعاعي دون تغير يذكر في إشعاعها وحجمها قرابة عشرة بلايين سنة.
قد قدر العلماء أنّ الشمس قد تكوّنت منذ أكثر من 4.6 بلايين سنة تقريباً، فهم يعتقدون أنّها ستستمر في الإشعاع على هذا المنوال حتى حوالي خمس بلايين سنة أخرى.
عند دراسة النجوم الأخرى وفي غالبية مراحل تكوينها المختلفة؛ تمكّن الفلكيون من التنبّؤ بحدوث بعض التغيرات المحتمل حدوثها للشمس، فمثلاً يعتقدون أنّ مركز الشمس الحالي سيتقلّص لكن بعد انقضاء خمسة بلايين سنة، وسيصبح أكثر حرارة، وسيرافق هذا أنّ حرارة السطح سوف تصبح أقلّ منها اليوم، وسيؤدّي هذا الارتفاع في درجة الحرارة عند المركز إلى تحوّل ذرات الهيدروجين إلى ذرات الهيليوم وبكميات أكثر لتنتج لطاقةً أكثر، وسيؤدي هذا إلى أن يتزايد حجم الطبقات الخارجية لسطح الشمس من الخمسين إلى ستين مليون كم، أي أنّ سطحها الخارجي قد يصل إلى أن يجتاح مدار كوكب عطارد وهو أقرب الكواكب لها، وفي هذا الوقت ستتحوّل الشمس إلى عملاق أحمر وهو أحد أنواع النجوم كبيرة الحجم، وفي هذا الوقت سترتفع درجة الحرارة على الأرض بحيث تصبح غير صالحة للحياة، وحتى اليوم تظل هذه مجرد فرضيات فالعلم عند الله إن كانت ستحصل أم لا.
بعد أن تستهلك الشمس طاقتها بالتفاعلات النووية الحرارية بعد أن تتحوّل إلى نجمٍ عملاقٍ أحمر، يعتقد علماء الفلك أنّها ستبدأ بالتقلّص، فإذا ما وصلت إلى حجم يماثل الأرض، فإنّها عند ذلك ستنتقل للتتحوّل إلى قزمٍ أبيض، وهذه هي أوّل مرحلة في مراحل موت النجم، أي أنّ الشمس تكون بذلك قد دخل إلى المراحل النهائية من حياته.
ليس هذا قريبٌ كما يهيأ لمن يقرأ التسلسل فالشمس ستقضي بلايين السنين في مرحلة القزم الأبيض، تكون بها قد استنفذت كلّ طاقتها، وفقدت حرارتها لتصير بالنهاية كرة سوداء اللون ذات حرارة باردة، وهنا يطلق على الشمس اسم نجمٌ قزمٌ أسود، وعند هذه المرحلة ستتحوّل الكواكب في المجموعة الشمسية أيضاً إلى كواكب سوداء باردة بالضرورة، وعلى الأرض سيتجمد الجو الغلاف الجوي.
المقالات المتعلقة بكيف تكونت الشمس