تشكل رائحة الفم الكريهة هاجساً مخيفاً لكثير من الناس، وتعتبر أمراً مزعجاً ومسبباً للإحراج، فعادة ما يتجنب الأشخاص الذين يعانون من رائحة الفم الكريهة الاختلاط بالناس وتبدأ ثقتهم بأنفسهم تقل، فقد تدل الرائحة الكريهة على عدم اهتمام الإنسان بنظافة فمه وأسنانه، ومن الممكن أن تكون رائحة الفم الكريهة مؤشراً لمشاكل صحية أخرى، أو قد تكون ناجمة عن تناول أطعمة معينة تسبب رائحة الفم الكريهة، ولكنها في جميع الأحوال تعتبر أمراً غير مرغوب فيه، ومن حسن الحظ فإن زوال رائحة الفم الكريهة مرتبط بزوال مسببها، لذلك سنتعرف في هذا الموضوع على أسباب رائحة الفم وعلى طرق لمعرفة إذا ما كانت رائحة فمك كريهة أم لا وعلى طرق التخلص منها أيضاً.
هناك العديد من الأسباب التي تؤدي إلى رائحة الفم الكريهة التي تسبب الإحراج وفقدان الثقة بالنفس، ويمكن معرفة السبب بسهولة عن طريق تتبع نمط حياتك ثم التخلص من هذه المسببات لمعالجة المشكلة، ويمكن أن يكون السبب في رائحة الفم الكريهة أحد هذه الأمور:
يؤثر الطعام الذي نتناوله على جميع أجزاء الجسم بما في ذلك الفم ورائحته، وتترك بعض الأطعمة دون غيرها نفساً كريهاً في الفم. فما هي هذه الأطعمة؟ ولماذا تسبب الروائح في الفم؟ إن الطعام الذي تتناوله يمر في دورة في الجهاز الهضمي تبدأ في الفم، ويهضم الطعام بعد ذلك ليصبح في مسار الدم ويصل إلى جميع أجزاء الجسم بما في ذلك الرئتين، فإذا كان للطعام رائحة قوية كريهة، كالثوم مثلاً، ينتج نفساً كريهاً كلّما خرج الهواء من الفم، وفي هذه الحالة فإنّ تنظيف الأسنان لا يعطي أي مفعول في القضاء على الرائحة، وحتى استعمال غسول الفم لا يمكن أن يغطي على رائحة الطعام القوية.
إن عدم الاعتناء بنظافة الفم عن طريق تنظيفه بالفرشاة والمعجون والخيط الطبي يؤدّي إلى تراكم بقايا الطعام بين الأسنان، وهذه البقايا تشجع ظهور البكتيريا بين الأسنان وفي سقف الحلق وعلى اللسان وهذه البكتيريا من شأنها أن تؤدّي إلى ظهور رائحة الفم المزعجة، وفي هذه الحالة يمكن أن تزول الرائحة عن طريق الاهتمام بصحّة الفم والأسنان يومياً والتأكد من تنظيفها جيداً، ويفضل استعمال غسول فم مضادّ للبكتيريا ليساعد على حل مشكلة رائحة الفم المزعجة من جذورها. ويؤدي التدخين أيضاً إلى التسبب بالنفس الكريه والإضرار باللثة وبصحة ونظافة الفم والأسنان.
إنّ اللعاب الموجود طبيعياً في الفم هو ما يحافظ على ترطيب الفم، فإن قل اللعاب في الفم أو توقف فهذا يسبب جفاف الفم، والجفاف هو من أهم أسباب رائحة الفم الكريهة، ويتوقف اللعاب بشكل طبيعي أثناء النوم، لهذا السبب تنتج رائحة كريهة من الفم عند الاستيقاظ من النوم، وهناك عوامل أخرى تسبّب جفاف الفم وبالتالي الرائحة الكريهة، وتشمل هذه العوامل: التدخين أو تناول بعض أنواع الأدوية المستخدمة لعلاج ضغط الدم أو السكري أو تلك المستخدمة لعلاج الحساسية، أو الأدوية الخاصة بعلاج الاكتئاب. وقد تلاحظ أن رائحة الفم الكريهة تزيد في فصل الشتاء حيث يهمل الناس شرب ما يكفي من الماء وبالتالي يؤدي ذلك إلى جفاف الفم فتنتج الرائحة الكريهة.
هناك أمراض معينة ترتبط برائحة الفم الكريهة كمرض الفشل الكلوي والالتهاب الرئوي ومرض السكري الذي لا يتم علاجه، وفشل الكبد، وأمراض المعدة، كما أن التقيؤ المستمر يسبب رائحة كريهة للفم أيضاً.
هناك بعض الأمور التي يمكن أن تقوم بها بنفسك للتأكد من رائحة فمك، أولاً يمكنك استخدام الخيط الطبي ووضعه بين ضروسك ثم شم الخيط لتتعرف على رائحة فمك، ثانياً يمكنك لعق ظهر يدك ثم ترك اللعاب يجف لعدة ثوان ثم شم مكان اللعاب، ثالثاً يمكن أن تقوم بتفحص لون لسانك، فإن كان آخر اللسان من الداخل لونه أبيض فهناك احتمال أن تكون رائحة فمك كريهة، رابعاً يمكنك أن تسأل شخصاً تثق به أن يراقب رائحة فمك في أوقات مختلفة من اليوم وأن يخبرك في حال كانت رائحة فمك كريهة، وراقب عندها الأطعمة التي قد تناولتها أو كمية الماء التي شربتها لتعرف سبب رائحة الفم.
وبعد أن تعرفت على أسباب رائحة الفم وكيفية اختبار رائحة الفم، حان الوقت لتعرف كيف يمكن التخلص من هذه الرائحة المزعجة والمسببة للإحراج والتي طالما كانت سبباً في تجنبك لكثير من الناس:
المقالات المتعلقة بكيف تقضي علي رائحة الفم