كيف تقضي إجازتك

كيف تقضي إجازتك

محتويات
  • ١ أهمية الوقت واستغلاله
  • ٢ اقتراحات لقضاء إجازةٍ مفيدةٍ
  • ٣ أمورٌ تُضَيِّعُ الإجازة
  • ٤ خاتمة
أهمية الوقت واستغلاله

يعتبر الوقتُ بالنسبة للإنسان رأس المال الذي إذا خسِرَهُ خسِرَ كلَّ شيء، وقد قيل بأن "الوقتَ من ذهب"، ولكنه في الواقعِ أغلى من الذَّهبِ بكثير، فهو نِعمةٌ أهمُّ مِن كلِّ النِّعمِ الأخرى، فوجود فائضٍ من الوقت في حياةِ الإنسان، نعمةٌ لا يدركها كثيرٌ من الناس، فالفراغُ الذي يشتكي منه البعض ويصفه بالوقتِ الممل، هو نعمةٌ عظيمةٌ كما وَصَفها النبي صلى الله عليه وسلم بقوله: (نعمتانِ مغبونٌ فيهما كثيرٌ من الناسِ، الصحةُ والفراغ)، وذلك لأن الفراغَ محروم منه الكثير من الناسِ الذين ينشغلون كل يوم بمشاغل الحياة، فلا يجدون وقتاً فارغاً أبداً في حياتهم، بل قد يقضي المرء يومهُ من أولهِ إلى آخره، في مطاردة لقمة العيشِ، فلا يكاد يجِدُ وقتاً للراحةِ أوِ النوم، ومن هنا نُدرِكُ الأهمية الكبرى للوقت في حياة الإنسان. فينبغي على الإنسان أن يقضي وقته في تنمية نفسه، وخاصة أوقات الفراغ والإجازات، التي تكون متنفساً يُمكِنُ من خلاله الترفيه والاستراحة من ضغط العمل، كما يُمكِنُ من خلاله تنميةُ المَواهبِ والمَلَكَاتِ التي يملكها كل شخص، واكتساب مواهبَ جديدة، وذلك باستغلال الإجازات الاستغلال الأمثل، وعدم تضييعها هباءً، فلابد أن يعرِف المرء كيف يستغل إجازته أحسن استغلال .

اقتراحات لقضاء إجازةٍ مفيدةٍ

لكي يستفيد الإنسان من إجازتهِ، لابد له أن يدرك أن الأمر لا يتعلَّقُ فقط باستهلاك الوقت، وإنما يتعلق بتحقيق الفائدة الأمثل من هذه الإجازة، وهناك طُرُقٌ متعددة لكي يستفيد الإنسان من إجازته، نستطيع تقسيم النشاطات التي يُمكن القيام بها في الإجازة إلى قسمين، قسم فردي وقسم جَماعي، وبعض الأنشطة تكون مشتركة بين الاثنين، فيمكنُ أن يقوم بها الإنسان لوحده، ويُمكِنُ أن يشترك مع الآخرين.

فمن الأنشطة التي يُمكِنُ القيامُ بها في الإجازة :

  • الانشغال بتنمية روح الإيمان في النفس، كالانشغال بقراءة القرآن، أو الصلاة وغيرها من العبادات، فهذا خيرُ ما يقضي به الإنسان وقته، ولا ريب في ذلك، ويمكنُ أن تكون قراءة القرآن مثلا بشكل فردي أو تكون بشكل جماعي مثل حلقات القراءة والذكر في المساجد والمعاهد الإسلامية ونحوِها.
  • السفر للعمرة بحسب الاستطاعة، فلو استطاع الإنسان أن يسافر للعمرة في إجازته، فلن يجد أفضل من هذه الإجازة، فالعمرة من أعظم العبادات، وهي مقرونة بركن الحج، قال تعالى: (وأتموا الحج والعمرة لله)، والعمرة يُمكِن المبادرةُ إليها فردياً أو جماعياً.
  • قراءة الكتب التي لم يكن يستطيع أن يقرأها في أوقات العمل، فكثيرٌ من الناس، لديه الرغبة في قراءة ومطالعة مُختَلَفِ الكتب، لكنه لا يجد الوقت بسبب ضغط العمل، وخاصة في الكتب الكبيرة التي تحتاج إلى وقتٍ طويلٍ لقراءتها، فالقراءة تنمي العقل وتصقل الروح، وهذا النشاط يكون فردياً في الغالب، ولا يَمنعُ من أن يكون نشاطاً جماعياً في بعض الأحيان، خاصةً إذا أضفنا للقراءةِ، مناقشة المقروء، واستخراج الفوائدِ منه.
  • ممارسة الهوايات المفضلة لدى الشخص، والتي لا يستطيع ممارستها في أيام العمل، مثلُ الأنشطة الرياضيةِ إن كانت من هواياته، كالسباحة و الركضِ و لعب الكرة وغير ذلك من أنواعِ الرياضة المختلفة، فهذا مما يفيد الجسد ويقويه، كما كانت القراءة تفيد العقل وتنمِّيه.
  • رفع مستوى المهارات التي لدى الشخص، أو اكتساب مهاراتٍ جديدة، فوقت الإجازة يعطي المرءَ مجالاً لذلك لا يتوفر في أيامِ العمل، ومن المهارات التي يُمكِنُ تنميتها أو اكتسابها؛ الرسم والشعر وغيرها من أنواع الفنون، كما يمكن تَنمية المهارات المتعلقة بجهاز الحاسوب؛ مثل مهارات البرمجة بمختلف أنواعها، والمهارات المتعلقة بالشبكة العنكبوتية، ويمكن تنمية مهارة كتابة المقالات أو تلخيص الكتب أو التدقيق أو غير ذلك مما يتعلق بالكتابة، فكلُّ شخصٍ أعلمُ بالمهارةِ التي يمتلكها ويريد تنميتها، أو المهارة التي يسعها لاكتسابها.
  • المشاركة في الندوات والدروس الثقافية والعلمية، فهذه من الأنشطة التي قليلاً ما يهتَمُّ بها الناس، رغم فوائدها الكثيرة، فهي تحفِّزُ العقول، وتوفر محيطا ثقافياً يعود بالنفع على كل من تأثر به بلا شك.
  • المشاركة في الرحلات الترفيهية، التي تسلي النفس وتُذهبِ كدرها، فلا بأس من قضاءِ جزءٍ من وقت الإجازة في الترفيه، شرط أن يكون مباحاً لا تشوبه المحرمات، فالترفيه عن النفس له فوائد ومضار، فاحرص على الفوائد وتجنب الأضرار.
  • المساهمة في أعمال التطوع، مثل حملات تنظيف الشوارع، وتشجير المدن وغيرها من الأعمال الإنسانية التطوعية، التي يعود نفعها على عامة الناس.
  • أمورٌ تُضَيِّعُ الإجازة

    وقت الإجازة هو من أوقات الفراغِ التي يُضَيِّعها كثيرٌ من الناسِ هباءً، فلا ينتفعون بها، ولا يستفيدون منها، فتضيع الإجازة وتأتي وتذهب، دون فائدةٍ تُذكَر، ويَرجِعُ ذلك إلى عوامل كثيرةٍ منها:

  • عدم التخطيط للإجازة وكيفية قضائِها، فكثيرٌ من الناسِ يقضون إجازتهم بشكل عشوائي، فتضيعُ الإجازةُ وتذهبُ دون أن يشعر، فلا ينتفع ولا يستفيد فيها بشيءٍ، ولا يلزم التخطيط بأن يكون مخططاً مكتوباً مثلاً، بل يكفي أن يكون لدى الشخصٍ رؤية واضحة وأهدافٌ محددة، يريد تحقيقها، وفوائد معيَّنة يُريدُ أن يحصلَ عليها من خلالِ إجازته ولا يمنع مع ذلك شيءٌ من الترفيه غيرِ المضر.
  • التسويفُ والتأجيل، فالإجازة لا تكونُ ملزمة للمرءِ بشيء، فيُسَوِّغُ له ذلك، أن يؤجِّلَ ويُسَوِّفَ، فيظلُّ الإنسانُ يحدِّثُ نفسه، ويقولُ: سوفَ أفعل، وسوفَ أُنجِز، وتنتهي الإجازة ولم ينجز شيئاً، وكلما مرَّ عليهِ الوقتُ أكثر، كلما ازداد تسويفه وتأجيله، لأنه يرى أن الإجازة تذهب شيئاً فشيئاً، فيُثَبِّطُ ذلك من عزيمته ، ويقلِّلُ من هِمتِه.
  • الانشغال بالتلفاز والإنترنت، من الأمور التي تُضَيِّعُ الأوقات، إلا إذا كان فيما يفيد منها، من برامج تعليميةٍ أو تصفحٍ مفيدٍ أو غير ذلك، أما إذا كان قضاءُ الوقتِ في مسلسلاتٍ ونحوِها من الأمور التي لا تفيدُ العقل بشيء، بل ربما يكون لها الأثر السلبيُّ على الإنسان، فينتهي بهِ الأمر إلى الضررِ من الإجازةِ بدلاً من الاستفادة منها.
  • تضييعُ الوقت مع من لا يعرِفُ قيمةَ الوقتِ، من أصدقاءِ السوءِ الذين يستوي عندهم ضياعُ الوقتِ واستغلاله، فلا يهمهم ضياع الأعمارِ في أتفه الأمور، ولا يعرفون معنى استغلالِ الوقت، والاستفادة منه، فترى بعضهم في الطرقات، على استعدادٍ أن يجلس لساعاتٍ طويلة، لا يعملُ شيئاً غير الكلامِ فيما لا ينفع ولا يفيد بشيء.
  • الإكثار من النوم دون حاجة، فبعض الناس يقضون إجازتهم على الفِراش، لا يقومون إلا نادراً، وإذا قاموا كانوا كسالى، فلا يعملون، ولا يُنجِزون شيئاً.
  • الإكثار من القراءات التافهة السخيفة، كالقصص المصورة والخيالات التي لا ترفع المستوى العلمي، ولا تفيدُ الإنسان بشيء.
  • الإكثار من النشاطات الترفيهية، والتي هي أمرٌ جيدٌ ابتداءٍ، لكن الإكثار منها يعود بالضرر أكثر من النفع، لأنها تقتل الوقت وتضيِّعُهُ، فينبغي على الإنسان أن لا يكثر من النشاطات الترفيهية، وينشغل بما يعود بالنفع عليه.
  • خاتمة

    وفي الختام، ينبغي على الإنسان أن يدرك أهمية الإجازة وقيمتها، وأن لا يضيِّعها فيما لا يجدي نفعاً، بل يحرصُ على ما يفيد دينَه ودُنياه، ولِيعلمَ أن الوقت لا يُقدَّرُ بثمن، وأن ضياع الوقتِ ضياعٌ للعمر، فالإنسان عبارةٌ عن أيام ، كلما ذهب منها يومٌ، ذهب بعضٌ منه.

    المقالات المتعلقة بكيف تقضي إجازتك