كيف تفهم الآخرين

كيف تفهم الآخرين

التّواصل

من خلال تفاعل الإنسان مع الآخرين قد يتعرّض لمواقف يجب عليه فيها أن يُعمل عقله بشكل منطقيّ لأنّ هذه المواقف ستؤثّر بشكل أو بآخر على طبيعة العلاقات في المستقبل بين الأشخاص، وربّما على مستقبل أمّة بأكملها إن كان الطّرفان أو الأطراف في مواقع المسؤوليّة.

فهم طريقة تفكير الآخرين وطريقة تصرّفهم يريح الإنسان من جزء كبير من الصّعوبات التي قد تواجهه خلال تفاعله مع النّاس، كما يساعده على إيصال ما يريد إلى النّاس بشكل كبير جدّاً، ففهم الآخرين يجعله قادراً على إيجاد المشترك، وإيجاد طرق التّواصل الفكريّ بينه وبين الآخرين، وبالتّالي يجعله قادراً على التّأثير فيهم واستمالة آرائهم وتسخيرها لصالح قضيّته.

فهم الآخرين
  • يجب أن يدرس الإنسان تاريخ الأشخاص، وأن يتعرّف عليهم أكثر، وأن يعرف البيئة التي نشؤوا فيها، والعوامل التي أثّرت في تكوين شخصيّاتهم، ممّا يساعد الإنسان على تشكيل انطباع أوّليّ عن الآخرين الذين يتعامل معهم والتّنبّؤ بتصرّفاتهم وردود أفعالهم والتّهيّؤ لها.
  • التّعرّف على اهتماماتهم أكثر، فبعض النّاس يهتمّون بالقضايا الدّينيّة، والبعض بالقضايا البيئيّة، أو الوطنيّة والسّياسيّة، أو الفكريّة والأيديولوجيّة، أو الفنّيّة، وهكذا، ومن هنا فإنّ اهتمامات النّاس تختلف، وتُعتبر هذه الاهتمامات بوّابة التّعرّف عليهم لمعرفة الأسلوب الذي يجب اتّباعه عند التّعامل معهم.
  • من أهمّ الأمور التي تجعل الإنسان قادراً على فهم الآخرين وضع نفسه مكانهم، فهذا أدعى إلى فهم المؤثّرات التي أثّرت عليهم وجعلتهم يقومون بتصرّف معيّن ربّما يكون قد أثار استهجان وغضب وحنق العديدين الذين لم يقدّروا الظّروف التي مرّ بها هؤلاء الأشخاص، ممّا يؤدّي إلى تعنّتهم حتّى لو كانوا على خطأ وذلك نتيجةً لتهجّم النّاس عليهم من كلّ حدب وصوب دون أن يفهموا ما يمرّوا به من معاناة ومصاعب. ولعلَّ الأشخاص الذين سقطوا في مستنقع الرّذائل هم أكثر الأشخاص الذين يجب فهمهم وفهم الأسباب التي دفعتهم إلى سلوك مثل هذه المسالك السّيّئة، وبالتّالي محاولة إخراجهم ممّا هم فيه وإعادة كرامتهم إليهم، وجعلهم أفراداً صالحين في المجتمع، فمن فعل أمراً منكراً ربّما يكون شخصاً جيّداً لكنّ الظّروف الصّعبة وتنكّر المجتمع له دفعاه إلى فعل ما فعله من أمور منكرة.
  • التّلطّف أثناء التّعامل مع الآخرين، ومعاملتهم بالحُسنى، فهذا يمكّن الإنسان من التّقرّب منهم وفهمهم أكثر، فيستطيع التّأثير فيهم بشكل أكبر دون التّهجّم عليهم، ومعاملتهم بقبح وسوء، وإصدار الأحكام عليهم وانتقادهم، فحسن الأخلاق في التّعامل يفعل المعجزات ويشعر الآخر بقيمته وأهميّته.

المقالات المتعلقة بكيف تفهم الآخرين