كيف تصلي بخشوع

كيف تصلي بخشوع

شرع الله سبحانه و تعالى الصّلاة و أوجبها على عباده المؤمنين ، ففي الصّلاة تزكيةٌ للنّفس و تطهيراً لها من الذّنوب و الأدران ، فقد شبّهها النّبي صلّى الله عليه و سلّم بنهرٍ بباب أحدنا يغتسل منه الإنسان خمس مراتٍ في اليوم و الليلة ، فالمسلم مهما بلغ إيمانه و تقواه فإنّه ليس معصوماً و منزّهاً من الذّنوب لذلك فإنّه محتاجٌ للاستغفار و التّوبة باستمرار بالذّكر و أداء الصّلوات و العبادات المختلفة ، و إنّ كلّ عبادةٍ يقوم بها المسلم ينبغي أن تكون فيها النيّة خالصةً له و أن يكون المسلم فيها خاشعاً لله ، و هناك وسائل تعيين المسلم على الخشوع في صلاته نذكر منها :

استشعار عظمة الخالق سبحانه في قلب المسلم ، فحين يدرك المسلم بأنّه يقف أمام ربّ عظيمٍ قادرٌ على كلّ شيءٍ ، له الأسماء الحسنى و الصّفات العليا ، المنزّه عن كلّ نقصٍ و عيبٍ ، حين يستشعر المسلم كلّ ذلك فإنّه يخشع لربّه و يستشعر معاني الخوف و الرّهبة من الجليل ، و قد روي عن بعض السّلف أنّه كان حين يقف أمام ربّه يصلّي يصفرّ وجه ، فقيل له لم ذلك ، قال أتدرون أمام من أقف ، فشعور النّفس بعظمة خالقها يولّد الخشية في النّفس .

حضور القلب ، فحضور القلب و عدم انشغاله بأمور الدّنيا مما يعين المسلم على استشعار الخشية في نفسه ، لذلك نهى ديننا عن الحركة في الصّلاة بغير داعٍ ، و نهى كذلك عن الكلام في الصّلاة لكي يبقى القلب حاضراً مع ربّه ، فالإنسان الذي يفكّر في صلاته و تشغله هموم الدّنيا و أحوالها لا يستطيع أن يكون خاشعاً في صلاته ، و المسلم كذلك مأمورٌ بالتّأنّي و الطّمأنينة في صلاته و عدم الاستعجال بأداء ركعاتها ، و قد حدث أيّام النّبي صلّى الله عليه و سلّم أنّ رجلاً دخل المسجد ليصلي و عندما أنهى صلاته جاء فسلّم على النّبي الكريم فأمره بأن يعيد صلاته ثلاث مراتٍ حتى بيّن الرّجل للنّبي عليه الصّلاة و السّلام أنّه لا يحسن غير ذلك فأرشده النّبي الكريم و علّمه كيف يؤدي الصّلاة بخشوعٍ و تأنٍّ .

و قد نهى ديننا عن أمورٍ تشغل المسلم عن الصّلاة و تشتّت ذهنه منها التّغميض أثناء الصّلاة فهي مظنّة السّهو الذي نهينا عنه في العبادات .

المقالات المتعلقة بكيف تصلي بخشوع