كيف تصبح إعلامياً ناجحاً

الإعلام هو نشر المعلومات ونقل الأخبار، وله وسائله المتعددة والمتنوعة، فهناك الوسائل المقروءة مثل الصحف والمجلات، وهناك أيضاً الوسائل المرئية مثل التلفزيون، والمسموعة مثل الراديو، بالإضافة إلى الشبكة العنكبوتية العالمية أو ما يعرف بالإنترنت، وتؤدّي مجتمعةً أو كلٌ على حدة مهمات لتوصيل المعلوماتٍ أو التسلية والترفيه أو الإعلان والتسويق وغيرها، ويعدّ الإعلام مجالاً معقّداً ومهماً لما يلعبه من دورٍ هامٍ في توصيل معلومات قد تكون خاطئةً أو منحازةً لجهةٍ على حساب أخرى، أو حتّى تقديم أخبارٍ غير صحيحةٍ ولا دقيقةٍ ومضلّلةٍ للجمهور المتلقّي، وهنا يأتي دور الإعلامي والذي عليه أن يحول دون وقوع ذلك.

الإعلامي الناجح والمميّز هو الشخص الذي يدرك اختلاف شخصيات وطبائع الناس وتنوعها، وبالتالي يجيد التعامل معها، ويعلم من أي بابٍ يدخل إليها وكيف يخاطبها، وبالتالي الحصول على معلوماته بطريقةٍ ذكية، وفي الإطار نفسه أن يكون قريباً من الناس، فالناس بشكلٍ عامٍ لا يحبّون من يتعامل معهم من أبراجٍ عالية، بل يفضلون أشخاصاً مثلهم، بالإضافة إلى تمتّعه بالموضوعية، وهي فصل توجهاته وأفكاره وما يؤمن به عن عمله، فيطرح ويقدّم عملاً نزيهاً بعيداً عن آرائه الشخصية وتطلعاته الخاصة، فالنزاهة تضمن للإعلامي سمعةً قويةً بين الجماهير، لا سيّما أن أغلبهم حريصون على التوجه لإعلامي ولوسيلة إعلامٍ غير منحازةٍ ونزيهةٍ بالتالي يصبح محبوباً، ثمّ ناجحاً في المجال، بالإضافة إلى تعدد مصادره وعلاقاته العامة، فشبكة المعارف والعلاقات هي بمثابة رأس مالٍ للإعلامي، ممّا يمكّنه من الحصول على ما يعرف بالسبق الصحفي، وهي المعلومات التي تنسب لصحفي ما في موضوعٍ ما وتبرز اسمه عندما يكون صاحب المعلومات الأولى، كما أنّ الواقعية في شخصية الإعلامي مطلوبة، أي أن يتماشى مع الجو والواقع المحيط به، لا أن ينسج أحلاماً ببرامجه أو تقاريره أو تحقيقاته، فعليه أن يكون ابن بيئته وأن يعبر عنها.

تعدّ الثقافة والاطلاع والوعي من أهم الأمور التي تصنع إعلامياً ناجحاً، فالإلمام الواسع بقضايا المجتمع والعالم والناس، والمعلومات المتنوعة والكثيرة تدعم آراءه وتزوده بخلفيةٍ تسعفه طوال الوقت، بالإضافة إلى زيادة ثقته بنفسه وقوة حضوره، فالمثقف شخصٌ واثقٌ بنفسه مهما كان الظرف والمكان والزمان عموماً وإعلامياً بشكلٍ خاص، فهو قادرٌ على الاستفادة على الدوام بمخزون معلوماته وثقافته، ويجدر بالذكر أن الإعلامي الذي يجذب أكبر عددٍ من المتابعين للوسيلة الإعلامية التي تضمه يعد إعلامياً مميزاً وناجحاً، تتسابق الوسائل الإعلامية لتحظى به في طواقم عملها.