تتميّز حياتنا المعاصرة بالسّرعة في كلّ شيءٍ ، فالتّكنولوجيا التي سهّلت بأدواتها كثيراً من أوجه النّشاط الإنساني أعطت الحياة سمة الدّيناميكيّة في كلّ شيءٍ ، و هذا رتّب على الإنسان المعاصر مسؤولياتٍ كثيرةٍ تتطلّب منه نشاطاً بديناً و نفسيّاً لمواجهة متطلبات الحياة المختلفة ، و حين كان الإنسان قديماً يعتمد على أساليب العيش البسيطة إلا أنّه كان يتميّز بالنّشاط في حياته و عمله ، فكان يستيقظ مبكراً و يتوجّه إلى الحقل صباحاً مع تغريد العصافير و بزوغ أشعة الشّمس ، و تراه يشحذ عزيمته و قوّته من دينه الذي يحثه على السّعي في الأرض و ابتغاء الرّزق الحلال الطيّب .
و لا شكّ بأنّ الإنسان يجب عليه أن يرتّب أموره فيستيقظ مبكراً ليبدأ يومه ، و إنّ هناك أمورٌ تعيين المرء على الاستيقاظ مبكراً ، فكما علمنا بأنّ الشّيطان يربط على رأس الإنسان ثلاث عقدٍ تنفكّ بالذّكر و الصّلاة و أداء العبادات ، فيصبح المرء طيب النّفس نشيطاً ، و من عجز عن فكّ تلك العقد و نام عن صلاته و لم يذكر الله تعالى أصبح خبيث النّفس كسلاناً ، فقد صحّ عن النّبي صلّى الله عليه و سلّم بأنّه من نام حتى أصبح و لم يصلّ فكأنّما بال الشّيطان في أذنيه ، فالصّلاة و الذّكر هي أوّل وسائل يقوم بها الإنسان و تعينه على الاستيقاظ مبكراً .
و من الوسائل التي تعيين الإنسان على الاستيقاظ مبكراً هو أخذ قسطٍ كافٍ من النّوم ، فقد تكلّم علماء الطّب عن المدّة الكافية للنّوم الصّحي و هي أن ينام الإنسان فترةً لا تقلّ عن ثماني ساعاتٍ يومياً ، و كذلك أن يحرص الإنسان على النّوم في الوقت المخصّص لذلك و هو وقت الليل حيث السّكون و الهدوء و مظنّة الرّاحة ، قال تعالى ( و جعلنا الليل لباسا ، و جعلنا النّهار معاشا ) ، فكلّ وقتٍ من أوقات اليوم له ميزاته فوقت النّهار هو للكسب و الجدّ و النّشاط و وقت الليل هو للرّاحة و النّوم .
فسلوك الإنسان في حياته له دورٌ كبيرٌ في منحه القدرة على الاستيقاظ مبكراً ، فالإنسان الذي يلتزم بصلاته و ينتظم في نومه و حياته هو الأقدر على تحقيق التّوازن و النّظام في حياته .
المقالات المتعلقة بكيف تستيقظ مبكرا