يعيش الواحد منّا في هذه الحياة الدنيا وهو يعلم بأنّهُ مُفارقها في يوم من الأيام لا محالة، وهذهِ حقيقة يعلمها الجميع ويوقنون بها، فما من أحد إّلا وزار المقابر ورأى الناس يُدفنون أمامه، فهل فكّر يوماً من الأيّام بأنَّ هذا المصير هوُ كأسٌ يذوقه الناس جميعاً مهما طالت أعمارهم أو ازدادت قوّتهم أو ارتفعت مناصبهُم أو زخر علمهُم، هو بلا شكّ واقع محتوم على كُلّ الخلق، فكلّ شيْ في هذهِ الحياة الدنيا قد كتب الله عليه الفناء.
يظُنّ البعض أنّ الموت هو نهاية الحياة، فلو كانت الأمور بهذا المنطق تُقاس لَتسابق الناسُ مع بعضهم البعض، وكانَ أوفرهم حظّاً وأعظمهُم نصيباً هو من فعل الأفاعيل، وسرق أموال الناس، وعبثَ في الأرض، وبطشَ في الخلق، وعاش كلّ المُتع واللذات على حساب الآخرين بغضّ النظر عن حرام الأمور أو حلالها، ولكنّ الأمور ما هكذا تُقاس، فكُلّ ما تُقدمه من إيمانٍ بالله ورسوله وخيرٍ ومعروفٍ وإصلاحٍ بين الناس سيكون لكَ رصيداً مُضاعفاً وأجراً عظيماً يوم القيامة، وكلّ حقّ سلبته أو بطشاً أوقعته أو كُفراً أحدثته ستجدهُ أمامكَ ناراً تلظّى لا يصلاها إلا الأشقى، وفي هذا المقال سنتحدّث عن يوم القيامة وكيف نستعدّ له ليقينا الله عذابه ويُعطينا الثواب والجنّة.
يوم القيامةوردَ ذكر يوم القيامة صريحاً في القُرآن الكريم وفي السنة النبوية الشريفة، وليوم القيامة العديد من الأسماء الأخرى كيوم الحساب، واليوم الآخر وغير ذلك، وهو اليوم الذي أخفى الله موعدهُ عن العالمين أجمعين، فلا يعلمهُ ملكٌ مُقرّب ولا نبيٌّ مُرسل، والحكمة من إخفاء يوم القيامة عن الناس حتّى يستعدّوا لهُ ولا يتكّلون عليه، ولكن يجب أن يتذكّر الإنسان أنّ لهُ قيامته الخاصّة وهي موته فإذا مات ابن آدم فقد قامت قيامته.
كيفية الاستعداد ليوم القيامةالمقالات المتعلقة بكيف تستعد ليوم القيامة