كيف تحدث الأحلام

كيف تحدث الأحلام

الأحلام ومُفردها حُلُم هي ما يراه النائم أثناء نومه من صُوَرٍ وأحداثٍ وتخيُلات. وتختلف شدة تماسك الحلم ومنطقيَّته من شخصٍ آخر، وعادة ما تكون الحلام أثناء حدوثها منطقية ومترابطة بالنسبة للشخص الحالم؛ والذي فور أن يستيقظ ويتذكَّر حلمه؛ يجد أنه غير منطقي وغير مترابط إطلاقاً. والأحلام عند علماء النفس هي وسيلة يقوم بها العقل الباطن بإخراج مكنوناته وتحقيق ما يريده إن كان تحقيقه صعباً أو مُستحيلاً في الواقع، فمثلاً يمكن للفقير الذي يتمنى أن يكون غنيَّاً أن يحلم بأنه شديد الغِنى وذو نُفوذٍ كبير، هذا الأمر غير موجودٍ في الواقع ولكن العقل الباطن يستحضره للشخص. وكذلك الغني الذي يخشى فقدان ثروته، فمن الطبيعي أن يحلُم بأنه فقيرٌ مشرَّد.

وكان الإهتمام بالأحلام منذ قديم الزمان، فها نحنُ نقرأ في سورة يوسف عن والي مصر الذي أتاه حلم ويريد من يُفسِّره له، وكذلك حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم (رؤيا المسلم هي جزء من ستة وأربعون جزءاً من النبوة)، وكذلك عندما حلم رسول الله صلى الله عليه وسلم بأنه يلبس في يده سوارين من ذهب وقام بتفسير حلمه بأنهما كذَّابان يخرجان وهو موجود. واهتم العلماء سواء من المسلمين أو غيرهم بموضوع الأحلام؛ وكتبوا العديد من الكتب في تفسير الحلام، ومن أشهرهم ابن سيرين والنابلسي، ويتهافت الناس على هذه الكتب لتفسير الأحلام التي يروها؛ طلباً للمعرفة.

يقوم الإنسان قبل أن يخلُدَ إلى النوم بالتفكير في أحداث يومه، يُقلِّب ما حدث معه برأسه لفترة من الزمن، منهم من يستغرق ساعة أو أكثر وربما أقل؛ ومنهم من يغلبه النوم بعد بضعة دقائق. ولكن في كل الأحوال؛ توجد احداث تُسيطر على فِكر الإنسان قبل نومه، فيقوم العقل الباطن بالتعامل مع هذه الأفكار فور دخول الإنسان في مرحلة النوم، فيقوم على إعادة ترتيب الأحداث بطريقة رمزية مع عدم الإهتمام بالتفاصيل الدقيقة؛ فيرى الحالم نفسه في مواقف غريبة مع تسلسل في الأحداث يكون منطِقيَّاً له أثناء الحلم. وقد يرى الحالم شخصياتٍ في حلمه لم يلتقِ بهم في حياته؛ ولكنها في الحلم تعلبُ دوراً مهماً، فقد تكون هذه الشخصية هي شخصٌ قام بإيذائه وهو صغير ولم تُسعِفه ذاكرته الواعية بتذكُّره، ولكن العقل الباطن يختزِن كل ما يمرُّ في حياتنا من تفاصيل دقيقة، حتى يجد أنه قد أصبح من المُناسب استحضار هذا التفصيل إلى الحلم. تكون تفاصيل الحلم عادة ذات مغزى للعقل الباطن، فالمرأة التي تحاول قتل الحالم في الحلم أو تركض خلفة لتؤذيه؛ قد تكون المربِيَّة التي كانت أثناء طفولته تقوم بإيذائه، ولكنه لم يعد يتذكَّر وجهها الآن، ويكون لوجودها في المنام هدفٌ معين يريد العقل الباطن أن يوصله للإنسان، فقدرة العقل الباطن على التفكير هي أشد وأصفى من العقل الواعي الذي تشوبه العواطف، فيمكن أن يكون يريد أن يقول بأنه توجد في حياتك امرأة من المفترض أن ترعاك ولكنها تقوم على إيذائك فاحذر.

هناك من الأحلام ما يُسمَّى بالرؤيا، وهي أن يرى الإنسان في حلمه أموراً يجدها بعد فترة وقد تحقَّقت، هذه الأمور من الله سبحانه وتعالى يعطيها لبعضٍ من عباده، فيقوم ببثِّ هذه الرؤى في عقولهم لتحذيرهم من أمرٍ ما أو توجيههم أو منعهم من القيام بشيءٍ معين. ومن رُؤى الحق هي رؤية سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم في المنام، فالشيطان – كما أخبرنا عليه الصلاة والسلام – لا يأتي بصورته في المنام، فمن رأى رسول الله في المنام فقد رآه حقاً، وهي رؤيا حق.

المقالات المتعلقة بكيف تحدث الأحلام