كيف تحب نفسك

كيف تحب نفسك

مقدمة

حتى يفلح الإنسان خلال حياته التي وهبه الله تعالى إياها، و حتى يحقق الغاية التي وجد هذا الإنسان لأجلها، و من هنا كان لزاماً على الإنسان أن يعرف قدر نفسه و أن يضع الامور في نصابها الصحيح حتى تستقيم الأمور، فكل شئ يجب أن يأخذ حجمه الطبيعي الذي خلق ليملأه. هذا الحجم الذي ستملؤه هذه الأشياء هو حجم نسبي، يختلف من شخص إلى آخر باختلاف الرؤية و الموقع و طريقة التفكير و الثقافة و العقيدة و ما إلى ذلك من أمور يتحدد الإنسان بها، فما نرى أنه مهم قد لا يراه الآخرون أنه يستأهل كل هذه المنزلة، و لكن المهم أنه و مع كل آراء الآخرين التي نسمعها ليل نهار، لا يجب أن ننسى شيئاً مهماً و هو ثقتنا بأنفسنا.

 

أهمية الثقة بالنفس

الثقة بالنفس تعمل جنباً إلى جنب في علاقة توافقية تكاملية عز نظيرها مع حب النفس، فالواثق بنفسه المحب لها لن يعمل إلا ما فيه سعادته و لن يستغل قدراته الاستغلال الأمثل إلا بما سيجلب له النفع و يبعد عنه الضرر، و بالتالي حب النفس و عدم الانتقاص منها واجب من الواجبات و ضروري و هام.

 

متى يحب الإنسان نفسه

يحب الإنسان نفسه عندما يوقن أنه مركز الرواية التي تدور أحداثها حوله، فكل إنسان بطل روايته و هو العنصر الأهم فيها، و تتقاطع روايات البشر بعضهم مع بعض لتشكل الحياة كلها، و من هنا فكل شخص يجب أن ينظر إلى نفسه على أنه مركز الكون، عندها سوف يدرك هذا الإنسان أهميته الكبيرة و سيعلم تماماً حجمه الحقيقي و بالتالي سيحب نفسه و سيعمل على ارتقائه إذا ما اقترن هذا الحب بالثقة بالقدرات و العلم و الحب.

كما أن الإنسان يحب نفسه عندما يعرف نفسه، فكل الأشياء المرتبطة بالإنسان هي أشياء زائفة لا تمثل حقيقة الإنسان التي خلقه الله تعالى عليها، الاسم و العائلة و الأولاد و الأفكار و المعتقدات و التخصصات و المجتمع و الهوايات كل هذه الأشياء زائفة و هي مجرد إضافات أضافتها الأيام على الإنسان خلال سنين حياته، ولكن نفسه وذاته هما شيئان أعمق من هذه الأشياء بمراحل، يتم إدراك حقيقة الذات بالتجرد للحظات من كل ما ألبسته الأيام للإنسان وبالتالي، يعرف ويوقن حقيقة ذاته التي خلق عليها وهو قطعاً سيحبها لأنّها كالذهب بعد ان يتم إزالة الغبار عنه وتنظيفه وهي صنعة الله التي ارتضاها لنا وخلقنا عليها.

 

المقالات المتعلقة بكيف تحب نفسك