كيف تتوقف عن التدخين

يتّبعُ الإنسانُ خلالَ حياته الكثيرَ من العاداتِ السيئةِ التي تضرُ به في نواحيَ عدة، فقد يلحقُ به الأذى صحياً واقتصادياً واجتماعياً، وتجعلُ الآخرينَ ينفرونَ منه، ولا يفضلونَ قضاءَ الوقتِ معه، ومنَ العاداتِ السيئةِ المنتشرةِ قديماً وحتى يومنا هذا التدخين، ويعدُ التدخينُ ضاراً بالصحةِ وفقاً لمنظمِة الصحةِ العالمية، فممارستُهُ تؤدّي لإصابةِ المدخنِ بأمراضَ قاتلةٍ مثلَ سرطانِ الفم، وسرطانِ الرئة، وسرطانِ البلعوم، وسرطان الحنجرة، لما يحويه التبغُ من موادَ كيميائيةٍ ضارةٍ جداً، مثلَ: القطرانِ، والنيكوتين، وأول أكسيدِ الكربون، وموادَ أخرى تقاربُ الإحدى والأربعينَ مادةً، تستخدمُ في صناعاتٍ مختلفةٍ مثلَ الإسفلت على سبيل المثال.

كما ويضرُّ التدخينُ بصحةِ من يعيشُ في بيئةِ المدخن، فيما يُعرَفُ ب "المدخن السلبي"، وهوَ الذي يُصابُ بالأمراضِ جرّاءَ استنشاقِ الدخانِ الناتجِ عن تدخينِ السجائرِ وسواها، ويعدُ التدخينُ مصدراً مضراً بالوضعِ المادي للمدخن، فأسعارُهُ قد تكونُ باهظةً جداً أحياناً، والمداومةُ عليها قد تقودُ الشخصَ للإفلاس، وقد يكتسبُ المدخنُ عادةَ التدخينِ خلالَ حياتِهِ من عدةِ جهات، فقد يقوده الفراغُ لهذهِ العادةِ الرديئة، وقد يكونُ السببُ رفاقَ السوء، الذينَ يزينونَ الأمرَ في عينيه، أو قد تكونُ الرغبةُ في تجربةِ شيءٍ جديدٍ سبباً في ذلكَ أو غيرِ ذلك.

يتوجّبُ على الشخصِ المدخنِ أن يتحلى بالإرادةِ القوية، فهي أساسُ تميزِ الكثيرِ منَ الناس، وهيَ دافعٌ قويٌ لتركِ العاداتِ السيئة، وهيَ أيضاً رغبةٌ داخليّةٌ قويّةٌ إيجابيةٌ لفعلِ الإيجابياتِ مِنَ الأمور، والارادةُ هي مفتاحُ طريقِ النجاح، كما أنَ على المدخنِ أن يشغلَ أوقاتَ فراغِهِ بالمفيدِ منَ الأمور، فالفراغُ يقودُ الإنسانَ لأفكارَ سيّئةٍ قد يترجمها لأفعالَ سيئة، فالقراءةُ مثلاً والرسمُ والخروجُ مع الأصدقاء، ومشاهدةُ التلفاز والكتابة ومشاهدة البرامج الوثائقية والتثقيفية، والتطوع لدى الجمعياتِ الخيريةِ ومساعدةِ الأيتام وكبارِ السن وذوي الاحتياجاتِ الخاصة وغيرها قد تكونُ طرقاً فعالةً للتخلصِ من عادةِ التدخين.

يستطيعُ المدخنُ أن يتخلصَ من هذهِ العادة، بالابتعادِ عن رفاقِ السوءِ الذينَ قد يكونونَ في المقامِ الأولِ سبباً فيها، فعليه أن يبحثَ عن أصدقاءَ آخرين، يشجعونَهُ على العاداتِ الجيدةِ ويبقى بأمانٍ معهم، كما يقومونَ بدعمِهِ معنوياً والوقوفِ إلى جانبِهِ في رحلةِ تركِهِ لعادةِ التدخين، ويخرجونَ لممارسةِ الرياضةِ، مثلَ كرةِ القدم أو كرةِ السلة على سبيلِ المثال.

تفيدُ نشراتُ التوعيةِ بالأمراضِ التي تلحقُ بصحةِ المدخنِ في ابتعادِهِ عن التدخين، وتحوي هذه النشراتُ أضرارَ التدخينِ الصحيةِ مثلَ مشاكلِ العقمِ عندَ الرجال، ومشاكلِ الأوتارِ الصوتيةِ والسعالِ عندَ النساء، بالإضافةِ إلى مشاكلِ التنفسِ عندَ الطرفين، إن جرياً أو ساراً بسرعةٍ وعندَ ممارسةِ السباحة، فيشكلُ ذلكَ أوجاعاً صدريةً وسعالاً وضيقاً في التنفس. يجدرُ بالذكرِ أنه حديثاً تمَ طرحُ "لبان" في الأسواق، يستعيضُ به المدخنُ عن السجائرِ وسواها.