القرآن الكريم هو كلام الله عزّ وجلّ الذي نتعبّد به ، ونعمل به ، فبهِ تكونُ صلاتنا ، وبالعمل بآيه الكريم يكون صلاحُ حالِنا واستقامة شؤون حياتنا . ولتلاوة كتاب الله عزّ وجلّ فضل عظيم ، فإن لكل حرف يقرأه المسلم له به حسنة ، والحسنة بعشرة أمثالها كما في الحديث الذي رواه ابن مسعود رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم { : من قرأ حرفا من كتاب الله فله حسنة والحسنة بعشر أمثالها ، لا أقول الم حرف ، ولكن ألف حرف ، ولام حرف ، وميم حرف .)) - رواه الترمذي .
متى تؤدى سجدة التلاوةلذا فتلاوة كلام الله عزّ وجلّ وتدبّره لها فضل عظيم ينبغي على المسلّم أن لا يفرّط فيه ابتغاءً للثواب والأجر من الله سبحانه وتعالى ، وينبغي للمسلم أثناء قرائته للقرآن الكريم أن يسجد أثناء وجود علامة السجدة ، وهذه السجدة المقصود بها سجدة التلاوة وهي وموضوع حديثنا في هذا المقال ، فكيف يكون سجود التلاوة ؟لا شكّ أنّ سجود التلاوة ليس بفرض ولكنها فضل ، لأن النّبي صلى الله عليه وسلّم سجد سجدة التلاوة حين قرأ سورة (( والنجم )) ولم يسجد حين قرأها عليه زيد بن ثابت " كما ورّد في الحديث المتفق عليه ".
كيف تؤدى سجدة التلاوةوسجود التلاوة هيئته كهيئة السجود أثناء الصلاة ، حيث أنّه يكون على سبعة أعظم ويقول فيها المسلم أثناء سجوده : ((سبحان ربي الأعلى، سبحانك اللهم ربنا وبحمدك، اللهم اغفر لي )) ، وعن عائشة رضي الله عنها قالت : كان رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يقول في السجدة مراراً : (( سجد وجهي للذي خلَقه وشقّ سمعهُ وبصَرَه ، بحوله وقوّته )) .
وعن عليّ رضي الله عنه أنّ النبي صلّى الله عليه وسلّم كان إذا سجد قال : (( اللهم لك سجدت ، وبكَ آمنت ، ولكَ أسلمت ، أنت ربّي ، سجد وجهي للذي شقَّ سمعه وبصره ، تبارك الله أحسن الخالقين )) .
وعن ابن عباس رضي الله عنه قال : كنت عند النبيّ صلّى الله عليه وسلّم فأتاه رجل فقال : إنّي رأيت البارحة فيما يرى النائم ، كأنّي أصلّي إلى أصل شجرة ، فقرأت السجدة فسجدتُ ، فسجدت الشجرة لسجودي . فسمعتُها تقول : اللهم احطط عني بها وزرا ، واكتب لي بها اجرا ، واجعلها لي عندك ذخرا . قال ابن عبّاس : فرأيت النبيّ صلّى الله عليه وسلّم قرأ السجدة فسجد فسمعته يقول في سجوده مثل الذي أخبره الرجل عن قول الشجرة .
شروط سجدة التلاوةولا يشترط في سجود التلاوة أن تكون إلى القبلة أو الوضوء وكذلك لا يهمّ إن كانت في وقت النهي لأنها ليست بصلاة ؛ سواء عند طلوع الشمس أو غروبها او استوائها فتكون في كل وقت ، وتكون بالتكبير عند النزول للسجود ولا يكون فيها تكبير عند القيام ، ولا يكون فيها تسليم أيضاً ، بإستثناء إذا كانت سجدة التلاوة أثناء الصلاة المكتوبة فعندها يكبّر الإمام لسجود التلاوة ، ويكبّر كذلك عند القيام من السجود ولا ضَير لو أنه كبّر للقيام من السجود ثمّ كبّر للركوع لأن سبب التكبيرتين مختلفين .
المقالات المتعلقة بكيف تؤدى سجدة التلاوة