كيف أهلك الله قوم ثمود

كيف أهلك الله قوم ثمود

كانت قبيلة ثمود تسكن في منطقة جبلية تسمى الحجر، وكانت تتميّز المنطقة التي يسكنون بها بأنّها خصبة وفيها الكثير من الماء والينابيع، وقام أهل ثمود بنحت بيوتهم بالجبال وزرعوا الأشجار المثمرة، وأنشأوا العديد من بساتين النخيل وكانوا يعيشون في نعيم لولا أن دخل الشيطان في أنفسهم، ولم يشكروا نعم الله تعالى عليهم، ووقعوا في شباك الكفر وأصبحوا يعبدون الأصنام، وابتعدوا عن عبادة الله تعالى فأصبحوا يبغضون الخير لبعضهم ويقعون في العديد من الآثام والفساد.

أخرَج الله تعالى لهم نبيه صالح وأنشأه نشأةً طيبةً ويشهد له الجميع بأخلاقه الحميدة وبرجاحة العقل والذكاء، وأصبح صالح عليه السلام رسولاً لله، ودعا قومه إلى عبادة الله وترك عبادة الأصنام، فكان يقول لقومه: (يا قوم اعبدوا الله وحده ولا تشركوا به شيئاً فهو الذي خلقكم وهو الذي جعلكم تعمرون الأرض وهو صاحب الفضل العظيم عليكم فيجب عليكم أن تستغفروه لما ظهر منكم من سيئات وتتوبوا إليه إنّه قريب منكم يجيب دعوة الداعي إذا دعاه ويغفر ذنب التائب إن كان صادقاً في توبته). كذبت ثمود نبي الله صالح، وفوجئ جميعهم كيف لصالح أن يتهم آلهتهم بالكذب وأنّه لا قيمة لها، وأحدثت دعوته هزةً كبيرةً في قوم ثمود ورفضوا أن يستجيبوا إلى دعواته في عبادة الله وتوحيده وتقواه مع أنّه رسول أمين من الله.

وكانت من اسوأ عادات قبيلة ثمود الإكثار من الشرب واللهو والسكن في مساكن فخمة، فأنكر صالح ما هم فيه من ضلال، وقال لهم: (هل تظنون أنّ الله سيترككم في هذا النعيم لا تخشون عذاب الله وتنعمون كما تشاؤون في جنات وعيون ونخل حلو ناضج وتنحتون من الجبال بيوتاً ومساكن فخمة ثم لا تشكرون الله على هذه النعم العظيمة فاتقوا الله وأطيعوني فيما أرشدكم إليه).

لم يؤمن قوم ثمود بما نصحهم به صالح عليه السلام ولم يسيروا في طريق الحق، وكلما قام بإرشادهم اتهموه بالجنون والهذيان وأنّ شدة الحر قد سيطرت على عقله، وطلبوا منه بعد طول عناء أن يأتي لهم بمعجزة تبين صدق قوله، فكان طلبهم ناقة بصفات خاصة فدعا صالح عليه السلام الله تعالى وسأله في خلق الناقة فاستجاب الله، وخرج قوم ثمود لينظروا إلى الناقة، وكان من صفات هذه الناقة أنّها حمراء الوبر ترغو بين الصخور فاهرة.

فقال لهم هذه ناقة الله فاتركوها تأكل من أرض الله ولا تمسوها بسوء وإلا سيصيبكم عذابٌ عظيمٌ، وعاشت الناقة فيما بينهم وآمن بعض قوم ثمود بالله تعالى وصدقوا نبي الله صالح عليه السلام، لكنّ الذين لم يؤمنوا لم يطيقوا وجود الناقة وخافوا أن يكثر المؤمنون بسبب وجود الناقة فقاموا بقتلها بالرغم من تحذير صالح عليه السلام لهم، وطلبوا من نبي الله أن يريه العذاب الذي سيقع عليهم مستهزئين به، فاخبرهم نبي الله صالح أنّ العذاب سيقع بعد ثلاثة أيام وتآمروا تسعة من الرجال على نبي الله لقتله وخططوا لقتل صالح عليه السلام وأهله ومن آمن معه لكن الله نجاه وأهلك الكافرين، فأهلكهم بالصاعقة التي نزلت من السماء وأبادتهم جميعاً ونجا من آمن بالله. فيجب على الإنسان مهما بلغ من قوة وسلطة أن لا يغتر بنفسه وأنّ الله قادر على كل شيء.

المقالات المتعلقة بكيف أهلك الله قوم ثمود