الصدق مع الله يعتبر الصّدق من أنبل القيم والأخلاق الإنسانيّة، فبالصّدق تسود الثّقة بين النّاس وإذا سادت الثّقة بين النّاس عمّ السّلام والأمن وحصلت الألفة والمودة بينهم، ولا شكّ بأنّ الصّدق لا يكون بين العباد بعضهم البعض فقط، بل هناك صدق أهمّ وأولى منه وهو صدق العبد مع ربّه جل وعلا، ويتساءل كثيرٌ من المسلمون عن الطّرق التي تجعل المسلم صادقًا مع الله سبحانه ومنها نذكر:
- أن يبقى المسلم على عهده مع الله سبحانه وتعالى، فالمسلم يعاهد الله في نفسه أن لا يفعل كبيرة من كبائر الذّنوب والمعاصي، كما يعاهده على لزوم الطّاعات والتزام ما أمر به سبحانه، كما يعاهده كذلك بنيّة قلبيّة صادقة على الصّبر عند الشّدائد وحلول المصائب والابتلاءات وكذلك الشّكر عند حصول المسرّات وتنزّل الرّزق والخيرات، ومن الصّدق في العهد مع الله كذلك أن يوطّن المسلم نفسه على نيّة الصّبر في مواجهة الأعداء والرّباط في سيبل الله تعالى، قال عز ّوجل: (من المؤمنين رجالٌ صدقوا مع عاهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدّلوا تبديلاً)، فالصّدق في العهد مع الله تعالى من أهمّ مظاهر الصّدق مع الله سبحانه.
- صدق النّية مع الله تعالى، فالمسلم في حياته يعمل أعمالًا كثيرة ولا يكون فيها صادقًا مع الله سبحانه إلاّ إذا كانت نيّته فيها صادقة، وفي الحديث إنّ الرّجل ليقاتل حميّة ويقاتل شجاعة فأيهّما في سبيل الله، قال رسول الله :"من قاتل لتكون كلمة الله هي العليا فهو في سبيل الله"، كما أنّ الصّدق في النّية ممّا يبلّغ المسلم المراتب العلا التي يرنو إليها كالشّهادة في سبيل الله تعالى، وفي الحديث: "من سأل الله الشّهادة بصدق بلّغه الله منازل الشّهداء وإن مات على فراشه".
- صدق المحبّة القلبيّة التي هي إحدى مظاهر الصّدق مع الله تعالى، فالمسلم الذي يدّعى أنّه صادقًا في محبّته لله ورسوله ينبغي أن يظهر آثار ذلك جليّاً في أعماله وحياته وعلاقاته مع النّاس وكذلك في اتباعه لهدي النّبي عليه الصّلاة والسّلام الذي جاء بالشّريعة والدّين من عند الله لخير لخير البشريّة، قال تعالى: (قل إن كنتم تحبّون الله فاتّبعوني يحببكم الله ويغفر لكم ذنوبكم والله غفور رحيم).
- صدق الإيمان بالغيبيّات التي تكلّم عنها الله سبحانه وتعالى في كتابه وما وردت في السّنة النّبوية عن النّبي عليه الصّلاة والسّلام، فالمسلم يؤمن بالغيب ويصدّق به لتصديقه برسالة الإسلام والقرآن، قال تعالى: (والذي جاء بالصّدق وصدّق به ).