كيف أكون داعية

كيف أكون داعية

الدّعوة إلى الله تعالى

تعتبر الدّعوة إلى الله تعالى من أعظم الأمور التي يمكن أن يقوم بها المسلم في حياته، فالدّعوة إلى الله تعالى هي دعوة إلى الخير كلّه يجمع معانيه، وهو دعوةٌ للنّجاة والسّعادة في الدّنيا والآخرة، قال تعالى: (وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلا مِمَّنْ دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحاً وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ) [فصلت:33]، حيث إنّ هذه الدّعوة ليست بمهمّة خاصّة بأنبياء الله ورسله، بل هي مهمّة مستمرّة إلى قيام السّاعة ينبري لها رجالٌ ونساء ملك حبّ الدّعوة إلى الخير قلوبهم فسخّروا أركانهم من أجلها.

كيفية الدعوة إلى الله

لا شكّ بأنّ الدّعوة إلى الله تعالى تشتمل على نوعين بحسب المدعو إليها والمخاطب فيها، فقد تكون الدّعوة موجهةً إلى المسلمين بتذكيرهم بأمور دينهم، ودعوتهم للتّمسك به، ونصيحة للعاصين والمذنبين منهم على ترك ما هم عليه، وقد تكون دعوة موجّهة إلى غير المسلمين حينما يدعوهم الدّاعي إلى الإيمان برسالة الإسلام الخاتمة، حيث إنّ كلا النّوعين من الدّعوة إلى الله تعالى يتطلّبان مهاراتٍ معيّنة وأسلوبٍ في الخطاب، وحتّى يكون المسلم داعية ناجحاً ينبغي له أن يراعي ما يأتي:

  • أن يكون أسلوبه في الدّعوة إلى الله تعالى أسلوباً حكيماً يتضمّن فيه الموعظة الحسنة، والتّذكير الحكيم بالله تعالى، فالحكمة هي من أهمّ الصّفات التي ينبغي للدّاعية إلى الله تعالى أن يتحلّى بها حتّى يدرك أسلوب الدّعوة الصّحيح إلى الله، فما يناسب شخصاً قد لا يناسب آخر، وما يناسب قوماً قد لا يناسب آخرين، كما تقتضي الحكمة أن يراعي الدّاعية أن تكون نصيحته ودعوته للنّاس بشكلٍ لا يفضحهم فيه ويبيّن مساوئهم أمام النّاس، وكما يقال النّصيحة على رؤوس الخلائق فضيحة.
  • أن يبتعد عن الفظاظة والشّدّة، فالدّاعية النّاجح ينبغي أن يكون سمحاً ليّناً في دعوته لا يأخذ النّاس إلاّ بالرّفق، ولا يتعامل معهم إلاّ بالمحبة حتّى تؤتي دعوته إلى الله تعالى ثمارها.
  • أن يمتلك العلم الشّرعي الكافي الذي يمكّنه من النّجاح في دعوته، فالدّاعية إلى الله تعالى قد يواجه كثيراً من الأسئلة من النّاس، وبالتّالي عليه أن يمتلك رصيداً كافياً من العلم والمعرفة تمكّنه من الإجابة على استفساراتهم وأسئلتهم وبما يزيد من فرص النّجاح في مهمّته.
  • أن يكون الدّاعية إلى الله تعالى قدوةً للنّاس فيما يدعو إليه، فالمسلم الذي يدعو الله ينبغي له أن لا يدعو النّاس إلى أمرٍ حتّى يكون سبّاقاً إلى فعله، ولا ينهاهم عن شيء إلاّ كان سبّاقاً إلى تركه، قال تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لِمَ تَقُولُونَ مَا لا تَفْعَلُونَ. كَبُرَ مَقْتًا عِندَ اللَّهِ أَن تَقُولُوا مَا لا تَفْعَلُونَ) [الصف:2،3].

المقالات المتعلقة بكيف أكون داعية