تربية الأبناء من المسؤوليّات الهامّة التي تقع على عاتق الآباء اتجاه أبنائهم حسن تربيتهم وتنشئتهم بالإضافة إلى تقوية شخصيّة أبنائهم حتّى يتمكّنوا من مواجهة مسؤوليّات الحياة وأعبائها بكلّ قوّة واقتدار، فشخصيّة الأبناء وهم صغار تحدّد بشكل كبير شخصيّتهم في كبرهم كما تؤثّر في قدرتهم على تحمّل المسؤوليّة ومواجهة عقبات الحياة وتخطّيها مستقبلًا.
إنّ شخصيّة الإنسان هي عبارة عن مجموعة من السّمات والخصائص النّفسيّة الفطريّة منها والمكتسبة والتي تميّز كلّ إنسان على الآخر وتصبغه بصبغةٍ خاصّة في تفكيره وتعاملاته وردود أفعاله، ويؤكّد كثيرٌ من علماء النّفس على أنّ شخصيّة الإنسان تتأثّر كثيرًا بالتّربية في سنّ الطّفولة والمراهقة، فمن يتم التّعامل معه من قبل أبويه بالعنف والشّدّة غالبًا ما تتأثّر شخصيّته بذلك عندما يكبر فيصبح عدوانيًّا اتّجاه الآخرين.
طرق تقوية شخصيّة الأبناء إنّ من الآباء من يظنّ أنّ التّربية الصّارمة للأبناء هي الوسيلة لتقوية شخصيّتهم وهذا ليس بالضّرورة أن يكون صحيحًا فهناك وسائل كثيرة في التّربية والتّعامل تؤدّي إلى تقوية شخصيّة الأبناء ونذكر منها :
- مخالطة النّاس والاجتماع بهم، فالعزلة عن البشر والابتعاد عنهم من الأمور التي تضعف شخصيّة الأبناء وتجعلهم يحملون مشاعر الخوف والرّهبة من النّاس، بينما تعويد الأبناء على مخالطة النّاس واللّعب مع أقرانهم ومشاركتهم أفراحهم من العادات التي تقوّي شخصيّة الأبناء.
- مرافقة الأبناء للآباء عندما يذهبون لعملهم أو لقضاء حوائجهم، فالابن دائمًا ما ينظر إلى أبيه على أنّه قدوةٌ له وبالتّالي وعندما يرافقه في رحلاته ومهامه فإنّه يتعلّم منه الكثير من معاني القوّة والتّحمل والصّبر في الحياة.
- تكليف الأبناء بالقيام بمهام معينة حتّى تصقل شخصيّتهم ويتعوّدوا على تحمّل المسؤولية، فهناك من الآباء من يعمل على تقوية شخصيّة أبناءه من خلال إرسالهم لأداء مهمةٍ معيّنة حتّى يشعروا بالمسؤوليّة ويتعلّموا كيف تقضى الأعمال المختلفة.
- عرض نماذج للّناجحين في الحياة أمام الأبناء، فعندما يسرد الأب قصّة نجاح لأحدٍ من النّاس أمام أبنائه فإنّ ذلك يقوّي شخصيّته ويصقلها وخاصّةً عندما تثير تلك الشّخصيّة الإعجاب في نفس الابن بحيث يسعى للاقتداء لها وتقليدها.
- اتّباع أسلوب الحوار والاستماع إلى الأبناء، فكثيرًا من الآباء يساهم في إضعاف شخصيّة أبنائه من خلال القمع وعدم السّماح بالتّعبير عن الرّأي، بينما يكون الاستماع إلى آراء الأبناء وإتاحة جوّ من الحريّة للتّعبير عن الطّموح والهموم وسيلة لتقوية شخصيّة الأبناء.
- إشاعة روح المحبّة والودّ والألفة بين الزوجين، فالأبناء عندما يرون آباءهم في حالةٍ من التّوافق والودّ فإنّ ذلك يقوّي شخصيّتهم بلا شكّ ويبعدهم عن المشاكل النّفسيّة مستقبلًا.