شغلت الأحلام لب الكثيرين عبر الأزمان، و برز مفسرون كثر للأحلام عبر الأزمان، و كان منهم من يصيب قليلا و منهم من يصيب كثيرا، و ما منهم من أحد و أصاب في كل تأويلاته، و لما جاء الدين الإسلامي لم ينف أن يكون للاحلام دلالات معينة ، و من ذلك ورود تفسير النبي يوسف عليه السلام لرؤيا الملك في عصره، و من ثم برع مسلمون كثر في هذا المضمار ، منهم النابلسي و إبن سيرين و غيرهم.
حقيقة فإن تفسير الأحلام و خاصة في ظل الإيمان بوجود الله سبحانه و تعالى يتطلب موهبة خاصة ، و هو علم يتعلم بالتلقي و الممارسة الطويلة ، و ليس وصفة هينة تتعلم في أيام معدودات، حيث أنه ليس كل ما يرد في الأحلام له تفسير و تأويل، بل و حسب المختصين في ذلك المجال فإن 90% مما يحلم به المرء ليس له أي تاويل أو تفسير. حيث أن ما يحلم به المرء لا يتعدى كون أنه إنعكاس أو تفريغ للواقع الذي يعيشه صاحب الحلم، فترى الكثير من الناس يحلم بأنه يستعد لإمتحان أو أنه يكسب جائزة كبيرة أو يكلمه شخص ذا منصب أو يحلم أنه مطارد او يحلم أنه يبحث عن شيء مفقود أو يحلم أنه في عمله أو يقود سيارته أو يحضر حفلة و غير ذلك مما شاكله و وافقه الكثير ، و كل ما سبق ليس له أي تأويل معتبر، فذلك مما يدور في خلد المرء أفكارا في يقظته فينعكس صورا في نومته.
أما الحلم الذي له تأويل معتبر فيسمى الرؤيا، و هو قليل نادر لا يتعدى في أحسن الأحوال 10% من الأحلام، بل إن كثيراً من الناس ربما -و لعشرات السنوات-لا يرون رؤيا واحدة، فالرؤى من الله يوزعها بين عباده متى شاء و كيف شاء.
و لعل سائلاً يسأل عن نماذج من تلك الرؤى حيث ان كل ما سيق أعلاه ليس برؤى، فعليك أن تعلم أن الرؤيا التي لها تفسير هي الحلم الذي ليس مما يطرأ على تفكيرك العادي في اليقظة و إنما هو الحلم الذي فيه رمزية عالية، و فيه غير المألوفات من الصفات او الألوان أو الأشكال، فمثلا أن تحلم بأنك تزرع تفاحاً أزرق في أرض لونها أصفر ، و أنت لست بمزارع و لم تفكر في حياتك في الزراعة قط و ليس بينك و بين التفاح أي موقف جيد أو سيء فإن ذلك قد - و أقول قد - يكون له تأويل ، إن تعلم تفسير الأحلام مهمة شاقة فعليك بأمهات الكتب في ذلك المضمار.
المقالات المتعلقة بكيف أفسر أحلامي؟