كيف أغير حياتي إلى الأحسن

كيف أغير حياتي إلى الأحسن

جميعنا يطمح للعيش بأفضل حال والحصول على أفضل حياة، وهو أمر طبيعي فالإنسان بفطرته يبحث عن كل ما يوفّر له الراحة والسعادة، ولكنه لا يدرك كل ما يريده فالحياة بحاجة إلى مثابرة، تعب، تضحية والاهم هو الإرادة والعزيمة لنحصل على ما نريد، فلعلّ أولى الحقائق للوصول إلى حياة أفضل هو الإيمان بأنّ الله سبحانه وتعالى لطيف وخبير بعباده، فقد تحدّث لنا الكثير من الأمور السيئة التي تجعلنا للحظة أو لفترات طويلة نشعر بخيبة الأمل وهذا خاطئ؛ لأنّ كل ما يحدث لنا تتبعه حكمة من عند الله تعالى، فقد نراه شراً الآن ويكون فيه كل الخير غداً، لذلك يجب أن نحسن الظنّ دائماً بالله ونتيقن أنّ الأمل موجود طالما الله بجانبنا.

الكثير منّا يطمح لتغيير حياته للأفضل ولكن كما تحدثت سابقاً أولاً يجب الثقة بالله ووجود الإرادة لهذا التغيير، فلن تتغيّر حياتك فقط وأنت جالس على سجادة الصلاة وتدعي الله بأن يغيرها، فالله دعانا إلى التوكّل وليس التواكل! أيضاً لا ننسى النظرة الإيجابية للأمور من حولنا، ففي مرحلة من المراحل تشعر بأنّ الحياة تسوء في وجهك يوماً بعد يوم وأنّ الحظّ لا يحالفك في شيء، خصوصاً وأنت تشاهد من حولك يتقدّمون، ينجحون، حياتهم تتغير وتتبدّل، فالحقيقة أنّ الحياة لا تتغيّر بل نحن، ونحن الذين نمتلك مفاتيح هذا التغيير وباستطاعتنا توجيهه بالشكل الذي نريد، إن لم يكن كذلك فلماذا خلق الله لنا عقول نفكر بها وميّزنا بها عن غيرنا من المخلوقات، إذاً فالتغيير ينبع من الداخل أولاً.

إنّ السبيل الوحيد لتضبط حياتك وتنظّمها هو ضبط أفكارك ومشاعرك، فإن تمكّنت من ضبط هاتين لو بشكل صغير ستضبط الأحداث والمجريات التي تمرّ بها وحتى التي تحيطك، ستستكفي حينها بما ينفعك وبمن ينفعك، ستصغر دائرة الأمور السلبية من حولك وربما الناس أيضاً، فلا نستيطع أن ننكر هنا بأننا نتأثّر وبدرجة كبيرة جداً بمن حولنا، فلنجعله تاثراً ايجابياً، خذ دائماً الشيء الحسن والجيّد من كل شيء ومن كل شخص.

ربما التفكر بالموضوع للوهلة الأولى صعب، لكن لو أمعنّا النظر لوجدناها سهلة بسيطة تحتاج فقط إلى ثقة بالله، وصبر، وإيمان بأنّ ما حصلنا عليه وما سيحصل هو الأفضل لنا حتى لو على المدى البعيد، وأخيراً أن ينبع كل هذا من داخلك أنت، أنت فقط. فلا أحد سيتأثّر لو مرّ يومك بشكل جيّد أو سيّئ سوى أشخاص تحسبهم كثيرين، لكن لو فكرت ملياً لوجدت أنّ عددهم لا يتجاوز أصابع اليد الواحدة، فكن أنت المبادر وصاحب الخطوة الأولى والمتحكّم الرئيسيّ والوحيد في مجريات حياتك وحتماً ستتغير.

المقالات المتعلقة بكيف أغير حياتي إلى الأحسن