بكاء الأطفال تعاني الكثير من الأمهات من بكاء الأطفال خصوصا عند عدم معرفة الأسباب، وهذا ما يحدث غالباً عند إنجاب الطفل الأوّل؛ لأنّ الأم لا تكون قد عرفت بعد أي شيءٍ عن التعامل مع الأطفال، ولبكاء الأطفال الكثير من الأسباب، منها ما يستدعي الاهتمام السريع، ومنها ما يكون طبيعياً؛ مثل بكاء حديثي الولادة الذي يكون من ساعةٍ إلى ثلاث ساعاتٍ في اليوم، ولأنّ الطفل لا يستطيع الكلام فليس هناك من وسيلةٍ أخرى للتعبير عن احتياجاته غير البكاء، وبالتالي فعلى الأم معرفة ما وراء هذا البكاء، ولهذا سنتكلم عن أسباب بكاء الأطفال وعن كيفيّة معرفة ذلك وكيفيّة التعامل مع الأمر.
أسباب بكاء الأطفال - الجوع: يعتبر الجوع من أكثر الأسباب التي تُبكي الأطفال حديثي الولادة؛ وذلك لأنّ معدة الرضيع صغيرةً ولا تتسع لكميةٍ كبيرةٍ من الحليب، ولذلك يحتاج لعدّة رضعاتٍ خلال النهار؛ لأنّه يحس بالجوع بسرعةٍ كبيرةٍ، وأيضاً زيادة عدد الرضعات في اليوم مفيدٌ؛ لأنه يحفّز إنتاج الحليب وإدراره، وهذا السبب تعرفه الأم ببساطة عندما تعطي طفلها الحليب فيهدأ ويتوقّف عن البكاء، أمّا إذا استمرّ في البكاء فلتبحث عن سببٍ آخر.
- الضيق من الملابس أو الحفاظ : يبكي الطفل كثيراً إذا كان متضايقاً من ملابسه؛ فمثلاً إذا كانت الملابس من قماشٍ لا يريحه أو إذا كانت ضيقةً عليه فسيبكي، وأيضاً إذا ابتل حفاظه فسيبكي ليعطي أمه إشارةً إلى أنه بحاجةٍ إلى تغييرها، وقد يكون الحفاظ نظيفاً ويبكي الطفل وذلك لأنّ الحفاظ مشدودٌ كثيراً عليه، لذلك يجب وضعه بالطريقة المثالية المريحة للطفل.
- إذا كاننت الأم ممن يحببن وضع الطفل في قماط (وهو لف الطفل بقطعة قماش)، فعليها بين الفينة والأخرى تدليك الطفل بالزيوت الخاصة بالأطفال مع بعض الحركات البسيطة التي تساعد الطفل على التخلص من تيبّس العضلات الذي يسبّبه القماط.
- الحرارة غير المناسبة: قد يبكي الطفل إذا شعر بالحر أو البرودة ليعلم الأم أنّ الحرارة غير مناسبةٍ له، فإذا كان يلبس الكثير من الملابس في أيام الصيف فمن المؤكّد أنّه سيشعر بالحرّ الشديد وسيبكي، ويجب أن تعلم الأم أنّ الحرارة المناسبة للطفل هي 23 درجة مئوية، وأنّ الطريقة المريحة له في النوم هي النوم على ظهره، وإذا استمرّ الطفل في البكاء فعلى الأم فحص حرارته؛ وذلك ليس بتحسّس الأطراف؛ لأنّ أيدي الأطفال وأرجلهم دائماً باردة، وبالتالي على الأم تحسّس معدة الطفل ومعرفة هل حرارته عالية أو منخفضة، وإذا أحست بارتفاعٍ في الحرارة حتى لو كان بسيطاً فعليها استخدام ميزان الحرارة لقياس حرارة طفلها، فإذا وجدت أنّ هناك ارتفاعاً في الحرارة فعليها التوجه للطبيب المختص.
- الحاجة إلى الحنان: يبكي الطفل بحرارة إذا احتاج إلى الاحتضان والحنان من الأم، فهو معتادٌ على الحنان والاقتراب من الأم، ولذلك يبكي إذا تركته الأم مدةً دون الاقتراب منه وملاعبته أو احتضانه، فهو يشعر بالاطمئنان مع أمّه، ولكن يجب مراعاة عدم الإكثار من حمله؛ لأنه سيتعب الأم بذلك وسيبكي طوال الوقت حتى تحمله الأم؛ لأنه سيكون متعوداً على الحمل.
- النعاس والتعب: ينام بعض الأطفال دون الحاجة إلى حملهم؛ ولكن بالمقابل فإنّ هناك كثيرٌ من الأطفال لا ينامون إلا إذا حملتهم الأم وغنّت لهم وهزّتهم قليلاً، ولذلك يبكون ليشعروها أنّهم بحاجةٍ إلى النوم؛ وخصوصاً إن كانوا خارج البيت حيث يتغيّر عليهم الجوّ والمكان فيخافون ولا يستطيعون النوم وحدهم.
- المرض والألم: قد يكون هناك ما يؤلم الطفل دون أن تظهر عليه علامات المرض؛ فكثيرٌ من الأطفال يصابون بالتهابات الحلق والأذن بشكلٍ متكررٍ ممّا يسبب لهم الألم، وقد يكون هناك شيءٌ آخر، لذلك إذا استمرّ الطفل في البكاء دون أن تعرف الأم السبب فعليها مراجعة الطبيب.
على الأم أن تعرف أنّ هناك نوعان من الأطفال؛ نوعٌ هادئٌ لا يبكي إلا لسببٍ، ونوعٌ محبٌ للبكاء لا يهدأ مهما فعلت والدته، وبالتالي فليس على الأم في هذه الحالة أن تقضي معظم وقتها عند الطبيب خصوصاً إن أعلمها أكثر من مرةٍ أن الطفل بخير، ما عليها إلا محاولة التعايش مع الأمر وأنّ البكاء بالنسبة لطفلها مثل النوم بالنسبة لغيره.