حين ترد كلمة الحبّ في أيّ علاقةٍ أو أيّ جانبٍ من جوانب السّلوك الإنسانيّ فأنّها تضفي إليه نكهةً جديدةً ، فالحياة بدون الحبّ لا تساوي شيئاً ، فنحن نعبد الله تعالى حبّاً فيه سبحانه و طلباً لمرضاته و رحمته ، و الأمّ ترعى أبناءها بالحبّ فتمنحهم الحنان ، و كلّ إنسانٍ على هذه البسيطة يعبّر عن محبّته بصورٍ متعدّدة ، فالرّجل يعبّر عن محبّته لزوجته حين يظهر لها رغبته في حمايتها ، و كذلك حين تظهر منه علامات الغيرة و يشتاط غضباً إذا رأى أحد يكلّمها أو يرمقها بعينيه ، و كم يتمنّى الرّجل المحبّ لو أنّه يخبّىء زوجته في مكانٍ بعيداً عن النّاس ، و الرّجل المحبّ قد يغفل أحياناً كثيرةً التّعبير عن مشاعر المحبّة اتجاه زوجته ، فالزّوجة بطبعها تحبّ أن تسمع كلام الحبّ المنمّق ، و تحبّ من زوجها أن يطريها بكلام المديح و الثّناء فتستعلي لأجل ذلك و تشعر و كأنّها تعانق السّحاب ، و قد كان في هدي النّبي صلّى الله عليه و سلّم خير مرشدٍ للمحبّين في أن يعبّروا عن مشاعرهم قولاً و عملاً ، فمن أحبّ شخصاً فليقل له إنّي أحبّك ، و ربما يستهين الكثير في هذه الكلمة إلا أنّ لها تأثيراً عجيباً في النّفس حيث يشعر الإنسان بمجرّد سماعها أنّ ثمّة شخصٍ يهتمّ به و يحمل اتجاهه المشاعر الجميلة ، فيحسّ بقيمة وجوده في هذه الحياة .
و إذا تكلّمنا عن قصص الحبّ فهي كثيرةٌ لا تحصى ، بل ربّما لا يكاد يخلو قلب إنسانٍ من تجربة الحبّ في حياته ، و قد كان النّبي صلّى الله عليه و سلّم خير مثالٍ على المحبّ الذي عبّر عن محبّته قولاً و عملاً ، فقد كان يحبّ من نسائه السّيدة عائشة حبّاً كبيراً ، و قد كان الصّحابة و النّاس حوله يدركون ذلك و يعرفونه فيه ، فالحبّ مستحيلٌ على الإنسان أن يخفيه عن النّاس ، لأنّ علاماته تظهر على محيا المحب و تسكن قسمات وجهه ، و يستطيع الإنسان رؤية هذه العلامات حين يرى المحبّ حبيبه فترى عيناه تبرقان كالجواهر ، و تجد قلبه ينبض ، و لسانه يتلعثم ، و يشعر بأنّ قلبه أصبح فارغاً إلا من التّفكير فيمن يحبّ .
المقالات المتعلقة بكيف أعرف الحب