يحتاجُ المسلم في حياته إلى ما يُشعِره أنّه آمِنٌ في خطواته واتخاذ مختلف قرارتِه، خاصّة المهمّة منها؛ كالزواج، والعمل، والسفر، والدراسة وغير ذلك؛ لأنّ كل خيارٍ مستقبليّ مجهولٌ بالنسبة له إن كان خيراً أو شراً. وقد جاء النبيّ الكريم مُحمّد -صلى الله عليه وسلّم- بحلٍّ لهذه المشكلة، فكان من ضمن تشريعاته قانونٌ يسمّى "صلاة الاستخارة"، التي من خلالها يفوّض العبدُ أمرَه إلى ربِّه ليرشدَه إلى الصواب في اختياره، فإن كان مقبلاً على أمرٍ يسّره أو عسّره، وإن كان أحدُ أمرين أرشده إلى الأفضل. الاستخارة سنّة بإجماع أهل العلم، وهناك علامات تدلّ على إجابتها.
أهمية صلاة الاستخارةعَنْ جَابِرٍ رضي الله عنه قَالَ : كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يُعَلِّمُنَا الاسْتِخَارَةَ فِي الأُمُورِ كُلِّهَا كَمَا يُعَلِّمُنَا السُّورَةَ مِنْ الْقُرْآنِ، يَقُولُ: إذَا هَمَّ أَحَدُكُمْ بِالأَمْرِ فَلْيَرْكَعْ رَكْعَتَيْنِ مِنْ غَيْرِ الْفَرِيضَةِ ثُمَّ لِيَقُلْ: (اللَّهُمَّ إنِّي أَسْتَخِيرُكَ بِعِلْمِكَ، وَأَسْتَقْدِرُكَ بِقُدْرَتِكَ، وَأَسْأَلُكَ مِنْ فَضْلِكَ الْعَظِيمِ فَإِنَّكَ تَقْدِرُ وَلا أَقْدِرُ، وَتَعْلَمُ وَلا أَعْلَمُ، وَأَنْتَ عَلامُ الْغُيُوبِ، اللَّهُمَّ إنْ كُنْتَ تَعْلَمُ أَنَّ هَذَا الأَمْرَ -هنا تسمي حاجتك- خَيْرٌ لِي فِي دِينِي وَمَعَاشِي وَعَاقِبَةِ أَمْرِي أَوْ قَالَ: عَاجِلِ أَمْرِي وَآجِلِهِ، فَاقْدُرْهُ لِي وَيَسِّرْهُ لِي ثُمَّ بَارِكْ لِي فِيهِ، اللَّهُمَّ وَإِنْ كُنْتَ تَعْلَمُ أَنَّ هَذَا الأَمْرَ -هنا تسمي حاجتك- شَرٌّ لِي فِي دِينِي وَمَعَاشِي وَعَاقِبَةِ أَمْرِي، أَوْ قَالَ: عَاجِلِ أَمْرِي وَآجِلِهِ، فَاصْرِفْهُ عَنِّي وَاصْرِفْنِي عَنْهُ وَاقْدُرْ لِي الْخَيْرَ حَيْثُ كَانَ ثُمَّ ارْضِنِي بِهِ . وَيُسَمِّي حَاجَتَهُ " وَفِي رواية " ثُمَّ رَضِّنِي بِهِ) رَوَاهُ الْبُخَارِي.
كيفية صلاة الاستخارةعند الاستخارة، على المسلم أن يتجرّدَ من حوْلِه وقوّته، وكذلك من تعلّقه ورغبته في الأمر المقبل عليه، وألّا يكون اختياره نابعاً من محبته إياه، بل عليه تفويض الأمر كله لله وصدق التوكل عليه، والمضيّ في تنفيذ ما ينشره له صدره والرضا به، وعدم الندم بعد تنفيذه.
المقالات المتعلقة بكيف أعرف إجابة صلاة الاستخارة