الصلاة
شرع الله عزّ وجل الصلاة، وفرضها على عباده؛ فهي صلة بينه سبحانه وتعالى وبين عباده، فبها يتقرب العبد من خالقه، ويغمره ربه برحمته، وتجلياته وغفرانه، فعلى العبد أن يقف بين يدي مولاه بخشوع، وأن لا يشغل فكره أي شاغل، وينسى الدنيا بما فيها، ولكن بعض الأحيان يسهو العبد في صلاته، فينسى شيئاً منها، إمّا سجوداً، أو ركوعاً، أو تسبيحاً، فلا يلام عليه، فهو من طبيعته البشرية، فما عليه إلّا أن يسجد سجود السهو، وهو من رحمة الله عزّ وجل، ولكن عندما يسهو عن صلاته، بمعنى أن يتهاون فيها ويغفل عنها، ولا يكترث بها، فهنا الطامة الكبرى؛ حيث قال الله تعالى في محكم تنزيله: (ويلٌ للمصلين، الذين هم عن صلاتهم ساهون).
سجود السهو
تتمّ تأديته كأي سجود في الصلاة، فيسجد سجدتين بطمأنينة ويقول: سبحان ربي الأعلى، ويفترش في الجلوس، وليس هناك ذكر مخصوص لسجود السهو، ويؤتى به بعد التشهد الأخير من الصلاة، وقد اختلف الفقهاء هل يؤدى قبل السلام أم بعده، وقال البعض: إذا ترك المصلي واجباً من الصلاة فالسجود قبل السلام، وإذا كان السهو بزيادة واجب فيكون السجود بعد السلام.
كيفية أداء سجود السهو
- إذا سلم المصلي من صلاته، وبعد ذلك تذكّر أنه قد نسي شيئاً منها، فإن كان الزمن الذي يفصل بين إنهائه الصلاة وتذكره زمناً قصيراً، كبضع دقائق، يكمل صلاته، ثم يسلم، ثم يسجد سجدتي السهو، ويسلم مرّةً ثانية، وإن كان الفاصل الزمني طويلاً، فعليه إعادة الصلاة من جديد.
- ترك ركن من أركان الصلاة، عدا تكبيرة الإحرام: إذا نسي ركناً من إحدى ركعات الصلاة، وانتقل منها إلى الركعة التي تليها، حلّت التالية بدلاً من الأولى، وألغيت الركعة الأولى، أمّا إذا ما زال في الركعة الأولى، ولم ينتقل للثانية، وجب عليه العودة للركن المتروك، والإتيان به، وبما بعده، وفي الحالتين يكون سجود السهو بعد السلام.
- الزيادة في الصلاة: إذا زاد المصلي سجوداً أو ركوعاً، أو قياماً أو قعوداً، وانتبه أنّه قد زاد بعد الانتهاء منه فعليه فقط سجود للسهو، أمّا إذا انتبه أثناء أدائه هذه الزيادة، فعليه تركها مباشرةً، وإتمام صلاته، وفي الحالتين يكون سجود السهو بعد السلام.
- الشك في الصلاة: إذا شكّ المسلم في عدد الركعات، ومن ثم تأكد من أنها صحيحة، يتمّ صلاته، وبعد السلام يسجد للسهو، وإلا فيبني على الأقل، ويكمل النقص بناءً عليه، ويسجد للسهو، ومن ثم يسلم.
- نسيان سنة من سنن الصلاة، كالتشهّد الأول، فيسجد للسهو قبل السلام.