كيف أصبح رجل شجاع

تُعرف الشّجاعة على أنّها القدرة على مواجهة الظروف الصعبة، والجرأة على قبول التحدّيات، والثبات عند الملمّات. تُقسم الشجاعة إلى قسمين: الشجاعة الطبيعية؛ وهي شجاعة الإنسان تجاه الآلام التي قد تعترض طريقه في الحياة، والشجاعة الأخلاقيّة؛ وهي قدرة الإنسان على التصرف الصائب تجاه ظلم الآخرين أو معارضتهم، وتجاه الفضائح، أو المواقف المخزية، أو الإحباطات التي قد تنتج إمّا عن عوامل داخلية أو خارجية.

قد يعاني بعض الأشخاص بسبب افتقارهم إلى القدرة على مواجهة التحديات المختلفة، وعلى الصمود بشجاعة أمام الصعوبات والملمات المختلفة، لهذا فقد كان من الضروريّ على كل إنسان أن يتعلّم كيف يكون شجاعاً حتى يستطيع تخطّي العديد من المواقف الصعبة بنجاح.

• يجب على الإنسان أن يعلم في البداية أنّ الشجاعة لا تكون بنسيان طعم الخوف بشكل نهائي، بل تكون من خلال عدم الوقوف عند الخوف، وهذا لا يعني أيضاً أن يُقدِم الإنسان على المجهول دون دراسة واعية؛ بل يجب عليه أن يَدرس كلّ خطوة قبل أن يُقدم عليها، ومن ثم تأتي الشجاعة.
• يجب على الإنسان أن يَعترف بخوفه؛ فالاعتراف بالمخاوف أوّل الطريق إلى الشجاعة، كما ويجدر بالإنسان أن يتوقع، لا بل أن يتقبّل وجود المخاطر في كل خطوة يخطوها، مع أهميّة التركيز على ما يمكنه التحكم به، والابتعاد ولو بشكل مؤقت عما لا يمكن التحكم به.
• يُمكن للإنسان أن يكون شجاعاً في بعض المواقف من خلال أسلوب القدوة، وذلك عن طريق محاولة استلهام موقف قام به شخص ما مر في الموقف ذاته، أو في موقف مشابه له من حيث الشدة، كما ويمكن أيضاً استذكار أحوال الآخرين الصعبة والتي تفوق في صعوبتها الموقف الحالي، فمثل هذه الطرق ستجعل الإنسان أكثر شجاعة وصلابة على مواجهة التحديات والمواقف الصعبة.
• يجب دراسة كافة الخيارات قبل اتخاذ القرار المناسب؛ فهذا أجدى للنجاح، ولتقليل الخوف والرهبة؛ حيث تؤدّي العشوائية إلى اتّخاذ القرارات الخاطئة، عدا عن زيادتها لمقدار الخوف في قلب الإنسان.
• في بعض الأحيان يجب أن يتوقّف الإنسان عن التفكير، وأن يبدأ بالتنفيذ مباشرةً، وأن يفعل ما يمليه عليه ضميره وقلبه، أو ما تُمليه عليه عقيدته، أو مبادؤه؛ ومن هنا فإنّ اللجوء إلى الروحانيّات قد يُساعد الإنسان على تخطّي المواقف الصعبة إذا ما أخلص النية، ولجأ إليها بقلب صافٍ نقيّ؛ فالروحانيات وجدت أساساً لتثبيت فؤاد الإنسان، ولبثّ الطمأنينة والشجاعة في قلبه، ولجعل حياته أفضل بشكلٍ عام.
• يجب وضع كافّة الخيارات قبل المضي قُدُماً نحو الأمام؛ فلو توقّع الإنسان الأسوأ في كل شيء لما خاف من التجربة، ومن اقتحام المجهول.