كيف أرسل تلغراف

كيف أرسل تلغراف

في عصرنا الحالي تطورت وسائل الإتصالات بطريقة هائلة وسريعة، وفي متناول أيدينا عشرات أنواع الوسائل التكنولوجية التي تسهل علينا الاتصال في أيامنا هذه، حيث أصبح العالم كلّه قرية صغيرة يسهل التواصل بينها في أي بقعة من بقاع الأرض. وفي مقالنا هذا سنتحدّث عن إحدى أقدم وأوائل وسائل الإتصال بين الناس، والتي من خلالها تطورت وسائل الإتصال لتصل إلينا كما هي في يومنا هذا.

التلغراف أو ما يعرف بالعربية بـ "البرقية"، هو أحد أجهزة الإتصال التي بدأ استخدامها في أواخر القرن التاسع عشر وفي أوائل القرن العشرين الماضي، وتمّ استخدام هذا الجهاز من أجل إرسال نصوص وبرقيات عن طريق ترميز الحروف برموز على شكل نبضات كهربائيّة، ويتم إرسال هذه النبضات عبر أسلاك الكهرباء إلى جهاز آخر عن طريق طباعة هذه النبضات على شكل حروف.

إنّ أوّل من اخترع هذا الجهاز هو التقنيّ الأمريكيّ "صموئيل مورس" وذلك في عام 1810م، وقد كان هذا الجهاز يقوم بإعادة طباعة الحروف. ثمّ قام الألمانيّ "شتينهيل" بإختراع خاصيّة إرسال البرقيات من خلال سلك كهربائيّ واحد وذلك في عام 1827م. وقد تمّ تطوير هذا الجهاز فقام مورس في 1845م بتطوير طرق عمله من خلال استخدام الكود المعروف باسم "أبجديّة مورس".

أمّا طريقة عمل التلغراف وإرسال البرقيات، فإنّه يجب أن يقوم باستلام هذه الخدمة فرد مختص بالمجال، حيث يقوم هذا الشخص بنقل الرسالة باستخدام الهاتف بطريقة ما أو أن يكتب الرسالة التي استلمها عن طريق التلغراف ويضعها في مكتب استلام البرقيات العام. في البداية على هذا الشخص أن يستلم الرسالة التي تصله من جهاز التلغراف باستخدام "النبضات" وهي تسمى وحدة "العرض" المرئيّة، ويقوم الشخص المستلم للبرقية بالضغط على مفاتيح معيّنة لإستلام الرسالة إلى الجهاز ثمّ إعادة إرسالها لمكانها المطلوب المحدد من خلال دوائر إلكترونيّة. وبعد أن يتم استلام الرسالة يتم إيصالها بعد تحليلها للشخص المرسلة إليه.

جهاز التلغراف هذا يتكوّن من مفتاح التشغيل المرسِل والذي يرسل الرسالة على شكل نبضات كهربائيّة، وكذلك يتكون من سلك موصل تنتقل من خلاله هذه النبضات الكهربائيّة، وجهاز مستقبل لهذه النبضات والتي يقوم باستقبالها على شكل شرطات ونقط يكتبها على ورق، وهذه الشرطات والنقط تشكّل ما تسمّى بأبجدية مورس والتي يتم بعد ذلك تحليلها إلى حروف باللغة العادية وكتابة الرسالة المرسلة.

بقي العمل على هذه الشفرات باللغة اللاتينية فقط، إلا أن تمّ في ثمانينات القرن الماضي إقرار رموز بحروف عربيّة، لتوسيع مجالات الإتصال. ومما يجدر ذكره، أنّ هذا الجهاز كان الشرارة الأولى والأهم في مجال الإتصال والتواصل بين الناس في كل أنحاء العالم، ثمّ تطورت إلى الهواتف، والإنترنت، والبريد الإلكتروني، وغيرها من وسائل الإتصال.

المقالات المتعلقة بكيف أرسل تلغراف