الأسرة الأسرة هي النواة الأولى والأساسية في تكوين المُجتمع، فإذا كانت الأسرة صالحة فإنّ صلاح المُجتمع حاصل لا محالة، فالأسرة تُخرّج لنا أجيالاً من الأبناء والبنات الّذين إذا تلقّوا التربية المُناسبة والصحيحة فيكون عندها هذا هو النجاح الحقيقي لهذا المجتمع.
إنّ للتربية مكانة هامّة في الحياة ينبغي أن يُتقنها الآباء والأمّهات ولا بأس لو عُقدت لهُم دورات مُتخصصة في كيفية التربية السليمة والواعية لأنَّ التربية هي علم قائمٌ بحدّ ذاته ينبغي الإحاطة به.
لا تقتصر التربية فقط على إخراج الأبناء المتعلّمين وأصحاب الشهادات والتفوق الأكاديمي، بل يتعداه لضرورة التربية السلوكية وتعميق منظومة القيم والأخلاق عندهم، ومن أحد الصفات السلوكيّة الّتي ينبغي التخلّص منها عند الأطفال هيَ صفة العُدوان، والغضب، والاعتداء على الآخرين والتي تنعكس سلباً على شخصية الطفل لتجعل منه ربّما رجلاً خطراً في المستقبل أو مجرماً لا قدّر الله، لذا فسنسلّط الضوء في هذهِ المقال على كيفية زرع صفة الهدوء في شخصية الطفل بدلاُ من العدوان والغضب وما شابه.
خطوات لجعل الطفل هادئاً - وفّر البيئة الهادئة للطفل منذ بداية حياته الأولى، فلا يُعقل أن يعيش الطفل في ظلّ جوّ مشحون بالصخب والمشاكل ثُمّ نُريد إخراج أطفال يتسمّون بالهدوء واللُطف من رَحم هذا الإعصار الجاثم في بيوتنا، فهدوء البيت وهُدوء الوالدين هو السبيل الأوّل لغرس هذهِ الفضيلة في نفس الطفل.
- حاول أن تتكلّم مع طفلك بهدوء وأن تُخاطبه بصوت مُعتدل بعيداً عن الصُراخ والسبّ والشتم، فالطفل يتعلّم بحسب الحال الذي يراه منك، فإذا رآك تصرخ بصوت مُرتفع سيقوم برفع عقيرته بنفس الدرجة خُصوصاً وأن التقليد الأعمى هو السمة الغالبة لدى الأطفال في أعمار مبكرة.
- حاول أن تُخفض الأصوات الموجودة بداخل المنزل كصوت التلفاز أو المذياع فلا يتعوّد الطفل على الأصوات المُرتفعة فقط، فعندها تُصبح قُدرته على سماع الأصوات المُنخفضة أفضل وكذلك طريقته في الحديث هادئة ومُتزنه، فعلى سبيل المثال انظر إلى نفسك حين تضع سماعات الأذن وتسمع شيئاً ما بصوت مُرتفع ويُخاطبك أحدهُم فإنّك بلا وعي ستقوم بمخاطبته بصوت مرتفع جدّاً يُزعج الآخرين منك.
- إملأ صدر ابنك بالقُرآن الكريم وبذكر الله تعالى فهوَ مصدر السكينة والطمأنينة لديه، فبذكر الله سُبحانهُ وتعالى تخشع الجوارح وتسكن الأعضاء وتتحقق صفة الهدوء الناتجة عن الإيمان بالله والأنس بذكره سُبحانهُ وتعالى.
- كُن حنوناً مع أطفالك وقريباً منهُم، فالطفل الّذي يرى أحد والديه مشغولاً عنه فسيقوم بلفت الأنظار إليه بالصُراخ أو البُكاء أو أي أمر يجعلك تلتفّ حوله، فكُن قريب الودّ منه يكُن هادئاً مُطيعاً مُحبّاً لك.